عزيزة الصيفي: نحتاج ثورة فكرية تمسح من العقول الأفكار المتشددة
قالت الدكتورة عزيزة الصيفي، رئيس قسم البلاغة والنقد الأسبق، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، جامعة الأزهر، تلعب البلاغة العربية الآن وردًا مهما جدًا في محاربة الفكر المتطرف والمتشدد، لأنهاعلم يتعلق بتحليل النصوص تحليلا دقيقًا لفهم المعنى المراد.
وتابعت: فالبلاغة تهتم بتراكيب الكلام وصوره وتحلل النص كما هو كائن ﻻ كما تميل الأهواء وتتوسع الرؤى ويسبح الخيال المتشدد أو الفاسد، وهذا ما نحتاجه الآن لتنقيح التراث مما علق به من فهم خاطئ ومغلوط لبعض النصوص القرآنية أو الحديث النبوى هذا الفهم المتشدد والمغالى فى القسوة والغلظة تولد عنه ذلك الفكر التكفيرى الذى انتج الإرهاب، ورسخ له أسسا ليست من الدين الإسلامي الذى يدعو إلى الوسطية واﻻعتدال.
وأضافت الصيفي في تصريحات لـ" أمان" أن التطرف ليس من الإسلام وإنما من الفهم الخاطئ كما قلنا، وخاصة الفكر الإرهابى الذى يدعو لقتل كل من ليس مسلما حتى وإن كان مسالما وهذا ضد مبدأ الإسلام.
مستشهدة بقوله تعالى( ﻻ ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم )، ولكنهم يعتمدون على مبدأ الكراهية لكل من ﻻ يؤمن بمبادئهم حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير المسلمين ذاتهم فى كل مكان، واعتمدوا فى ذلك على نصوص ضعيفة أو روايات رواها بشر مثلنا ليس لهم علينا من سلطان.
وأكدت الصيفي أنه ثبت بالدليل القاطع أن تفسيرات القدماء بها ما يتناقض مع الكتاب والسنة الصحيحة أحيانًا وهنا يأتى دور البلاغيين لأنهم يستنطقون النص بلا تحريف عن القصد وﻻ عن المعنى المراد يحللون بلا غلو أو مزايدة.
وأوضحت أن أمة الإسلام قد عانت كثيرًا من انحراف الفكر الذى ساد قرونا وانتج هؤﻻء الإرهابيون الذين اضروا الإسلام والمسلمين، مؤكدة أننا نحتاج مراجعة ما جاء من روايات مجهولة المصدر( قيل ان، وروى ان، )، وأننا فى حاجة إلى ثورة فكرية تعيد للإسلام وسطيته واعتداله وتمسح من العقول كل تشدد وانحراف فكرى.