"فقه الجندية".. كتاب يجيب عن الاستفسارات الشرعية المتعلقة بأفراد الشرطة والجيش
"فقة الجندية" كتاب أصدرته دار الإفتاء المصرية، يجيب فيه على العديد من التساؤلات والقضايا التي قد يحتاجها الجنود في حياتهم العسكرية والمدنية لإداء واجبهم الوطني في حماية أمن البلاد والعباد
ويتناول الكتاب الذي جاء في 240 صفحة، عرض لفتاوى تخص الجندي بشكل يومي كاغتساله وتيممه، وصلاته في حلة وترحاله، وفي مناسباته الدينية كالإفطار في رمضان وما يعرض له في نهاره من مكروهات في الصيام أو مبطلات، وتحصيل العبادة في ليله مع الالتزام بقواعد الجندية.
ويتحدث الكتاب أيضا عن فقه التعامل مع العدو من منظور شرعي: مدى مشروعية تبييت العدو، والأعمال الانتحارية في بلاد غير المسلمين الداخلة معنا في معاهدات دولية؟ والحكم إذا لجأ العدو إلى دار عبادة فتحصَّن بها، وهل يجوز تدمير البنية التحتية للعدو، وما حكم قتل المدنيين حال الحرب؟
أضاففة إلي أسئلة خاصة بالأعداء داخل الوطن ممن يتسمون بالجماعات المتشددة التي تصطدم بالمجتمع، الحكم الشرعي تجاه من يحمل السلاح ويستعمله في التظاهرات ضد الجيش والشرطة، أو في تخريب المنشآت العامة للدولة؟
فقه الجنيدية كتاب هام يثري الثقافة الإسلامية العملية للجندي في القوات المسلحة، ويوسع مداركه ويعصمه من احتمال الوقوع فريسة للرؤى الهدامة والأفكار المتطرفة التي تنتشر حيث ينحسر العلم الشرعي الصحيح المبني على فهم الواقع والمآلات، ويشتمل الكتاب على أسئلة كثيرة أخرى متنوعة.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في افتتاحية الكتاب، إن الجندية هي روح الأمة، وحصنها الواقي لها من كيد الأعادي، ودرعها المنيع ضد تجهُّم المتربصين والجاهلين، وهي مهنة شريفة ذات مكانة سامقة وأجر جزيل في الدنيا والآخرة، وقد تكاثرت نصوص الوحي الشريف على إثبات هذه المعاني نصًّا وفحوى.
وأضاف: يحتل جيش مصر المرتبة الأولى في الخيرية عقيدةً وقيادةً وجندًا عبر الأزمنة والقرون، ولا غرو فهم خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، وهم وأهلوهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلهم ذمة ورحم وصهر
وأوصي خلال كلمته، بتعاهد هؤلاء الأبطال بالرعاية الشاملة والكاملة في التعليم والتدريب والصحة وتزويدهم بالأسلحة الحديثة والمتطورة، كما ننصح أهل هذه المهنة من أصحاب الخبرة التراكمية والحائزين بطرف من العلوم التي تساعد هذا الشأن أن يتمسكوا بما أثبتت الأيام صحته وصدقه، وأن ينقلوا هذه الخبرات الثمينة إلى الأجيال حتى يتصل الرباط بسلسلته الطيبة.
وأكد أنه لا يستطيع أحد أن يتجاهل أن حاجة الجند الدينية ماسَّة إلى مرجعٍ وافٍ يجيب عن سؤالاتهم التي تعرض لهم في حياتهم اليومية، فضلًا عن أن يُشبعوا ظمأهم للقراءة النافعة التي تجلب إليهم التعرف بالإسلام علمًا وعملًا في مختلف المجالات بصورة وسطية معتدلة، لا تذهب به مذهب الشدة أو تأخذ بهم إلى مزالق أهل الانحلال والتفريط. ويأتي هذا الكتاب في صورة سؤال وجواب ليسهل تناوله والرجوع إليه.
وتناول الكتاب اإجابة عي العشرات من الأسئلة أبرزها فضل الجيش المصري حيث أكد الكتاب، انه تضافرت الوقائع التاريخية منذ قديم الزمان وعلى مر العصور وكرّ الدهور على إثبات الخيرية والأفضلية لجيش مصر من الناحية الواقعية العملية، وشهد بذلك المؤرخون؛ كما سبق عن العلامة المؤرخ شهاب الدين بن فضل الله العمري، والإمام الحافظ المجتهد جلال الدين السيوطي، وغيرهما من المؤرخين في كلامهم الذي سبق نقله عنهم.
وأن شهادة الواقع بصحة الحديث باب جليل يتقوى به إن كان في سنده ضعف، فكيف إذا كان الحديث قويًّا متلقًّى بالقبول مع تضافر الشواهد من الروايات والأحاديث على صحة معناه كما سبق! وقد صحح جماعةٌ من المحدثين أحاديث ضعُف سندها؛ لمطابقتها للواقع، وعدُّوا هذا طريقًا من طرق تصحيح الأحاديث النبوية.
وكشف الكتاب عن حكم القائم بتخريب المنشآت العامة بأنه مجرمٌ معتدٍ أثيمٌ، يجب الضرب على يده بالعقوبة اللائقة الرادعة له ولأمثاله ممن يسعون في الأرض فسادًا ويعملون على خراب الأرض، لا بنائها وإعمارها؛ إذ الاعتداء على المال العام أَفْحَشُ وأَسْوَأُ من الاعتداء على المال الخاص؛ لأنه اعتداء على ممتلكات مجموع الأفراد، ولا يتوقف أثرها السلبي على فرد بعينه، بل يعود على المجتمع ككل.
وتضمن الكتاب حكم المظاهرات، مشيرًا أن الأصل أن تَجَمُّع طائفةٍ من الناس في العلن لتظهر مطلبًا أو أكثر من الحاكم غالبًا، والغرض منه إظهار أن المطلب ليس فرديًّا وإنما هو مطلب جماعي كوسيلة من وسائل الضغط، أنه جائز شرعًا، فالتظاهر مُكوَّنٌ من أمرين كلٌّ منهما في نفسه يُعَدُّ جائزًا بمجرده.