لماذا راوغت حركة "طالبان" الحكومة الأفغانية لتأجيل الحوار المجتمعي؟
في الوقت الذي خرج فريقي الحوار للمشاركة - طالبان والحكومة الأفغانية- الجادة على طاولة واحدة، للبدء في عملية سلام شاملة بين الفرقاء، ظهرت في الملامح الأولى اعتراض الحركة على تواجد أعداد كبيرة من قبل الحكومة الأفغانية، الأمر الذي استدعى الحركة للخروج ببيانات عدة للمراوغة في المشاركة.
وفي بيان نشرته الحركة عبر موقعها الرسمي، أعلنت من خلاله على لسان متحدثها الرسمي المدعو "ذبيح الله مجاهد"، رفضها لقائمة ممثلي الحكومة الأفغانية، في المؤتمر الحواري الذي سينعقد يومي السبت والحد القادميين في الدوحة.
وقال ذبيح الله مجاهد، في بيانه، إن منظمي هذا المؤتمر أكدوا شفهيًا وتحريريًا على ألا يمثل أحد إدارة كابل في هذا المؤتمر، وإن كانت قائمة المشاركين تضم اسم أحد من أعضاء إدارة كابل فإنه سيمثل نفسه ويبرز رأيه الشخصي كما كان الأمر في مؤتمر "موسكو"، ولا يسمح لأحد أن يمثل إدارة كابل.
وأضاف المتحدث باسم الحركة، أن إدارة كابل أعلنت قائمة مشتملة على 250 اسمًا للمشاركة في هذا المؤتمر؛ مؤكدًا أن منظمي المؤتمر ليس لديهم نية استقبال هذا العدد الضخم من كابل فقط! كما أنه ليس من طبيعة هذه المؤتمرات أن تضم هذه الأعداد الطائلة، لافتًا إلى أن القائمة النهائية ستضم أسماء عدد محدد من الشخصيات السياسية ووجهاء القبائل وهم من سيشاركون فقط في هذا المؤتمر.
وادعى المتحدث باسم الحركة أن إدارة كابل تخاف من انعقاد مؤتمرات مماثلة، وتخشى التقدم نحو المصالحة والسلام، وتسعى لعرقلتها بمثل هذه التصرفات.
الحكومة الأفغانية، أعلنت منتصف الإسبوع الجاري، عن قائمة تضم 250 شخصًا من مختلف أطياف الشعب الأفغاني، بينهم علماء دين وسياسيون ونشطاء في المجتمع المدني، وزعماء القبائل، للمشاركة في اجتماع الدوحة مع ممثلي "طالبان"، حيث أكد الناطق باسم الرئاسة الأفغانية هارون جغانسوري، أن هذه القائمة أعدت بالتشاور مع الأحزاب السياسية والجهادية ورموز الشعب، وهي شاملة لجميع الأطياف.
بينما قال نائب الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، عارف صميم، إن الرئاسة الأفغانية تعقد اجتماعا مهمًا مع من أُعلنت أسماؤهم للمشاركة في اجتماع الدوحة، لمناقشة أبعاد الإجتماع والمصالحة الأفغانية بشكل عام.
عقب خروج تلك التصريحات من ممثلي الحكومة الأفغانية، عن مشاركة 250 من الشعب الأفغاني في الحوار، قالت الحركة إن 25 شخصًا فقط هم من سيشاركون في الإجتماع ممثلين عنها بينهم نساء.
الحكومة الباكستانية، أكدت أن الحوار بين كافة الأطراف في أفغانستان يلعب دورًا بارزًا في إنجاح عملية السلام، حيث نقلت قناة "جيو" الباكستانية، اليوم "الخميس"، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية في باكستان محمد فيصل قوله إن "إسلام آباد تعمل على تسهيل عملية السلام الأفغانية باعتبارها مسؤولية مشتركة"، مشددًا أن بلاده لم تكن جزءًا من الجولات الأخيرة للحوار بين الولايات المتحدة وطالبان.
وعقب المراوغات التي قامت بها حركة طالبان، وادعائها بعدم مشاركة 250 أفغانيًا في الحوار، لإحباط محاولات السلام بين الحركة والحكومة الأفغانية، كشف مسؤولون ودبلوماسيون أن الإجتماع المقرر في الدوحة مطلع الإسبوع المقبل تم تأجيله.
وقال مسؤول حكومي أفغاني في كابول، إن الإجتماع المقرر بين حركة طالبان وساسة أفغان وشخصيات من المجتمع المدني بهدف إنهاء الحرب التي استمرت أكثر من 17 عاما في البلاد تم تأجيله، مؤكدًا أن السبب هو اعتراض طالبان على حجم الوفد الأفغاني.
وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الحركة المدعو "ذبيح الله مجاهد"، ادعى أن زعماء الحركة شعروا بعدم ارتياح بسبب حجم الوفد الأفغاني وتشكيله، زاعمًا أن وجود بعض المشاركين يتعارض تماما مع القائمة التي تم الإتفاق عليها.
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات غدا الجمعة في الدوحة لكن مسؤولا حكوميا كبيرا في كابول قال "ألغينا الاجتماع في الوقت الراهن ونعيد مناقشة التفاصيل، وسيتعين على الحكومة تغيير تشكيل الوفد لعقد هذا الاجتماع".
ورفضت طالبان مرارًا الإجتماع مع حكومة الرئيس أشرف غني لكنها عقدت عدة جولات من المحادثات مع مسؤولين أمريكيين.