علي جمعة يوضح حكم الشرع في الانتماء لطوائف متشددة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن الأشعرية هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي عقيدة السواد الأعظم من المسلمين عبر القرون، وهي التي تدرس في معاهد المسلمين الكبرى وعلى رأسها الأزهر الشريف، وهي العقيدة التي عليها أتباع المذاهب الإسلامية المعتمدة وجمهور علماء الأمة الذين صَدُّوا الشبهات عن الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ، ومن كفَّرهم أو فسَّقهم أو شكَّك في عقيدتهم يُخشى عليه في دينه.
وأضاف في رده علي سؤال ورد إليه خلال ترأسه دار الإفتاء، يقول: ينتمي بعض الشباب إلى فرقة تقول بأنها الوحيدة التي تسير على نهج السلف وعلى الطريق المستقيم، وترمي كل من يخالفهم بالعمالة والكفر والزندقة، ويتهجمون على عقيدة الأزهر وعلمائه ويرمون الأشعرية بالابتداع، فما رأيكم في هذه الجماعة وفيما يقولونه: من إطلاق اللحية، وتقصير الثياب، وتبديع القنوت في الفجر وغير ذلك؟، أنه وردت أحاديث ترغب في الإبقاء علي اللحية مع العناية بها؛ حملها بعض الفقهاء على الوجوب، وحملها غيرهم على الندب؛ فيكون إعفاء اللحية سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
وأما عن إسبال الثياب، فأكد جمعة، أن المحَّرم ما كان منه على جهة التكبر والخيلاء؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرَّ ثوبه خيلاء» متفق عليه.
وأما القنوت في الفجر، فأوضح مفتي مصر السابق، أن الفقهاء اتفقوا على مشروعيته في النوازل، وذهب كثير منهم إلى استحبابه في غير النوازل أيضًا، مستشهدا بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قنت شهرًا يدعو عليهم -أي أحياءٍ من العرب- ثم تركه، وأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا".