تنظيم القاعدة يعلن مشاركة رجاله المرابطين بالجبال في أحداث الجزائر
قبل ساعات قليلة من إعلان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفيلقة تراجعه عن الترشح لعهدة خامسة للرئاسة، أصدرت مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي التابعة لتنظيم القاعدة أمس الإثنين، كلمة صوتية لأبي عبيدة يوسف العنابي، رئيس مجلس الأعيان في تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي، كلمة صوتية بعنوان: "الجزائر والخروج من النفق المظلم".
أكد العنابي، في كلمته، حضور التنظيم في الاحتجاجات الحالية بالجزائر، والمتوقع استمرارها خلال الفترة المقبلة، ودعا المحتجين إلى التعاون والتكاتف مع من أسماهم "المرابطين" في الجبال المحيطة بهم منذ 25 عاما، من أبناء تنظيم القاعدة؛ من أجل إسقاط النظام كله، وليس الرئيس بوتفليقة وحده.
بدأ العنابي كلمته، بتكفير الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والنظام، الجزائري كله، بزعم أنهم لا يحكمون بشرع الله، ووصفهم بأنهم: "ضيعوا دين المسلمين وخربوا دنياهم وأهدروا أموالهم؛ بل وحاربوا الساعين إلى تطبيق الشرع الحنيف، وفتحوا في المقابل أبواب الجزائر على مصراعيها لأعداء الإسلام والمسلمين ليعيثوا فيها".
وحاول العنابي تبرئة التنظيم من أي عمل تخريبي يحدث خلال الاحتجاجات الحالية، زاعما أن النظام الجزائري قد يفتعل بعض الأعمال التخريبية لاتهام المحتجين أو التنظيم بفعل ذلك، ليكون ذريعة لمنع إسقاطه.
وحاول التلاعب بمشاعر الجزائريين، مؤكدا أن بنادق ورشاشات التنظيم لم تكن موجهة إليهم في يوم من الأيام بل كانت ومازالت موجهة للنظام وحده فقط.
وأضاف: "إن معركتكم التي تخوضونها الآن من أجل إسقاط النظام هي نفسها معركة إخوانكم وأبنائكم المجاهدين المرابطين في الجبال المجاورة لكم قرابة الربع قرن!!، فلنواصل سويا الجهاد والنضال والمقاومة، كثفوا مسيراتكم ووسعوا دائراتها، انتشروا في كل أنحاء البلاد، ولكن لا تستعجلوا قطف الثمرة قبل نضوجها، فإن الحرب لا يصلح لها سوى رجل كيّس، مكيس، يتحصن بالصبر ويتدرع باليقين".
يذكر أن تنظيم القاعدة كان له الحضور الأكبر في أحداث العشرية السوداء بالجزائر والتي انطلقت أحداثها في بداية التسعينات من القرن الماضي وظلت قرابة 10 أعوام، شهدت خلالها البلاد مجازر دامية، وقد اعترف قيادات التنظيم بتدريب المجاهدين في جبهة الإنقاذ على يد القاعدة في أفغانستان، منهم قيادي يحمل لقبا تنظيما "أبو أكرم هاشم" في مذكراته التي نشرتها دار إفريقيا المسلمة، وقال فيها:
"إن أسامة بن لادن، سلّم الأخوة الجزائريين "معسكر الفاروق" في أفغانستان بكامل معداته؛ لاستغلاله في التدريب، و"معسكر بدر" في منطقة جلال أباد لنفس الغرض، ولم تتوقف مساعدة الشيخ لإقامة ومساندة الجهاد في الجزائر إلى هذا الحد، بل كرّس جهده ووقته لتطوير الجهاد في المنطقة؛ لكي يكون على أعلى مستوياته".