الأزهري: القرآن ذكر بركة الإنسان المصري.. وتحدث عنها 40 مرة
أعلن الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، خلال الخطبة الثالثة من مسجد "الفتاح العليم" بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن تواصل 19 دولة معه، بخصوص مبادرة الوطن، التي أطلقها الجمعة الماضي، موضحا أن هناك مؤتمرا صحفيا للإعلان عنها قريبًا.
وقال الأزهري: أطلقت في ختام الجمعة الماضي مبادرة أسبوع الوطن، ودعوت كافة المؤسسات في الوطن العربي والمؤسسات الإسلامية أن يخصصوا أسبوعا تدور فيه خطبهم وأحاديثهم عن قيمة الوطن، حتى يشيع في الدينا كلها شعور رفيع من البر بالأوطان والوفاء لها.
وأضاف: "بعد انطلاق الدعوة، جاءني تجاوب وترحيب من عدد كبير من الدول، وبلغت حتى اليوم عدد الدول التي راسلتني ورحبت ما يزيد على 19 دولة، وسأجمع أطروحاتهم ومكاتباتهم التي بينوا بها سعادتهم بتلك الدعوة، وسنعلن عن كل ذلك في مؤتمر صحفي قريب، فمن أرض الكنانة مصر ستتنطلق مسيرة النور".
وأكمل: أسسّنا في الخطبة الأولى ميلاد فجر جديد يشرق من أرض مصر، ينطلق من الكنانة إلى الدنيا كلها، محملًا بعدد من الشعارات، الأمل الذي يتحول إلى عمل والحلم الذي يحققه العلم والارادة التي تتحول إلى إدارة، وإرهاب ينهزم وجرح يلتئم، وشعب مترابط ينسجم، وجيش عظيم يحمي، وشعب كريم يبني، فكانت هذه الكلمات خلاصة الخطبة الأولى، ثم الخطبة الثانية التي كانت تأسيس أول لبنة، فتكلمنا عن معاني البر بالأوطان، وبيّنا أن تيارات التطرف عكفت 70 سنة تشوه قضية الوطن في النفوس، ثم عرضنا من أفكارهم وفندناها، وذكرنا كلام الأئمة والأكابر من المحدثين والفقهاء والأدباء عن قيمة الوطن، وأن الوطن من معايير التدين الصادق.
وقال: أطلقت في ختام الجمعة الماضي مبادرة أسبوع الوطن، ودعونا كافة المؤسسات في الوطن العربي والمؤسسات الإسلامية أن يخصصوا أسبوعا تدور فيه خطبهم وأحاديثهم عن قيمة الوطن حى يشيع في الدينا كلها شعور رفيع من البر بالأوطن والوفاء بها، والجمعة الحالي سنعرض لمحات عن مصر لما لها خصوصية متفردة لها سنلقي الضوء على لمحات من ذلك.
وتابع حديثه: وقف سيدنا موسى، عليه صلوات الله، في ليلة فريدة بين وديان سيناء الطاهرة، في يوم اشتد فيه البرد، فوقف يتلفت يمينًا ويسارًا لعله أن يرى نيرانًا موقدة، وبينما هو كذلك لمح عن بعد نورًا، استأذن من أهله ومضى ليأنس بها، أو يرجع بها لأهله بقبس من النار يستدفئون به، وخطا خطوة وراءها خطوات يسيرة تدوى لها المسافات في الملأ الأعلى، إذ ادخر له الفتح والتجلّى.
وتابع: سورة كاملة في القرآن جرت أحداثها عن مصر، وذكرت مصر 4 مرات باسمها و40 مرة بالإشارة إليها في القرآن الكريم، سورة يوسف أحداثها جرت على أرض مصر، وسورة طه جرت غالب أحداثها على أرض مصر، وكذلك سورة الأعراف، والشعراء جرى قسط كبير من أحداثها على أرض مصر، وسورة القصص أيضا، وكم من ذكر رفيع ورصد قرآني لما جرى على أرضها من الأحداث، حتى وصلنا إلى أن الله جل جلاله في وحيه المعظم ما اعتنى ببقعة من بقاع الأرض كعنايته بأرض مصر لرصد ما يجري من أحداثها.
وتابع: هناك استنباط ما ألمحت من أحد سبق الاشارة فيه، في القرآن الكريم بركة أفاضها الله على بيت المقدس، فقال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"، سورة الإسراء، موضحا أن البركة التي وردت في الآية فيها بركة المكان، وهو أرض المقدس، لكن لما أراد الله أن يشير الى البركة التي تجلى بها على أرض مصر، فقال: "فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها سبحان الله رب العالمين"، وفي اللغة العربية "من" اسم موصول للانسان العاقل فقارن بين بركة مكان، ففي الآيتين بركة مكان في بيت المقدس، والآية الأخرى بركة إنسان على أرض مصر.
وأوضح أن البركة في بيت المقدس بركة مكان، وبركة أرض مصر هي بركة انسان مصري، رائد للتعليم صانع للعبقريات للانتصارات للحضارة، سر البركة في أرض مصر أن يبارك الله في أبنائها، وهو السبب الذي جعل جند مصر خير أجناد الارض، وهو السبب أيضا الذي بارك الله في الأزهر الشريف بكتبه وعلمائه.
واستطرد: بركة مصر الحقيقية أنت أيها المصري العظيم، انهض واملأ صدرك يقينا وقوة، العالم ينتظرك وينتظر منك كل عطاء وبر وخير وأمان.
ووجّه رسالة إلى الدول العربية والعالم الاسلامي والعالم كله، قال فيها: "إن أبناء مصر يحملون للدنيا كلها الخير والعلم والأمان، وأي أزمة فهي مسألة وقت عندهم، سيتجاوزونها وسيتخطونها، ويلتئم جرحهم ويستعيدون مجدهم ويصنعون حضارتهم، انتظروا من أرض مصر أبناء يصنعون الحضارة ويقدمون الخير للبشرية كلها".