كيف يخطط داعش والقاعدة لعام 2019؟
كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، التهديدات الإرهابية التي من المتوقع حدوثها خلال عام 2019، وذلك عبر تنظيمات إرهابية على رأسها داعش والقاعدة، بعد خسائرهم الأخيرة.
وتابع المرصد، ما أورده موقع "Eurasia review" من نشر مقال لروهان جوناراتنا، أستاذ الدراسات الأمنية بكلية راجاراتنام للدراسات الدولية (RSIS) بسنغافورة، جاء فيه أنه من المرجح أن يستمر التهديد الإرهابي العالمي في عام 2019 لأن داعش الإرهابية تمر بمرحلة من إعادة التكيف وعدم المركزية، حيث أرجع الكاتب استمرار هذا التهديد بسبب الفشل العالمي في حل الأسباب الكامنة وراء التطرف والإرهاب، مؤكدا أن داعش ستبقى تهديدا دائما في جميع أنحاء العالم على الرغم من الخسائر الإقليمية التي عانت منها.
ويرى الكاتب أن المجموعة قد أنشأت أنفاقا سرية تحت الأرض للبقاء في العراق وسوريا، كما أن أيديولوجيتها لا تزال تنتشر في الفضاء السيبراني، حيث تتواجد في شكل جماعات وشبكات وخلايا تعهدت بالولاء لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، ومن ثم يقومون بتجنيد الشباب وشن الهجمات الإرهابية.
وأضاف الكاتب أنه من المرجح أن تظل تهديدات تنظيم داعش والقاعدة متمحورة حول الافتقار إلى خطة واستراتيجية عالمية فعالة لمكافحة الإرهاب، ويعد استمرار المنافسات الجيوسياسية والفشل في حل الأسباب الكامنة وراء استمرار التطرف والإرهاب.
ثلاثة تطورات رئيسية:-
سيهيمن التهديد على المشهد العالمي في عام 2019 من خلال ثلاثة تطورات رئيسي، هي: -
أولًا: دخول داعش مرحلة جديدة في التوسع العالمي مع خسارة عدد مقاتليها في العراق وسورية من حوالي 60.000 إلى 5000-6000 من المقاتلين، وتقلص السيطرة على الأراضي التي سيطرت عليها من قبل إلى 1٪ شرق نهر الفرات، وتنمو جماعات وشبكات وخلايا وأشخاص موالين للبغدادي عبر الإنترنت بجانب "الخلافة" المادية.
جدير بالذكر أن قوائم مكافحة الإرهاب الحكومية في جميع أنحاء العالم تفيد بوجود حوالي 40 ألف شخصية من داعش في 102 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وبوجود هذا التهديد، ستواصل داعش والقاعدة شن الهجمات في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا.
ثانيًا: تَبرز أفغانستان كمسرح بديل للمقاتلين الأجانب والمحليين في عام 2019، حيث تتحول البلاد إلى مركز جديد للإرهاب الإقليمي والعالمي، حيث إن الفترة من ديسمبر 2017 إلى مارس 2018 قد شهدت انتقال ما يصل إلى 69 عضوًا من عناصر التنظيم الأساسيين، وما بين 200 إلى 300 مقاتل من العراق وسوريا إلى أفغانستان، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حتى عام 2019 أيضًا. ومع وقف تدفق المقاتلين إلى سوريا والعراق وتشتت المقاتلين، تنشأ أماكن متعددة أخرى للإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط (اليمن وليبيا وتونس والجزائر ومصر) وإفريقيا (غرب إفريقيا وشرق إفريقيا) وغرب البلقان والقوقاز وآسيا.
ثالثًا: مع تصاعد القومية المتطرفة، أصبحت المجتمعات التي تعتمد على العرق والدين أكثر استقطابًا للإرهاب، مثل ما يحدث من أعمال الشغب والهجمات في الهند وميانمار وسريلانكا، بالإضافة إلى ذلك، يستمر معدل الإسلاموفوبيا في الارتفاع في الغرب وحتى في الدول ذات الأغلبية المسلمة إضافة إلى توتر العلاقات بين السنة والشيعة خاصة مع تزايد الخطاب المناهض لإيران والمناهض للشيعة في الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي.