عبدالحليم منصور: الإحتفال بالمولد النبوي جائز وتعبير عن الحب
قال الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إن كل عام يثار جدل حول مشروعية الاحتفال بمولد الرسول، بين بعض التيارات الفكرية في مصر والعالم العربي والإسلامي، منوهًا إلى أن العلماء اختلفوا بشأن هذه المسألة على رأيين، أحدهما يرى مشروعية الاحتفال به وفقًا للضوابط والأصول الشرعية المعتبرة في ذلك، والثاني بحرمة الاحتفال به وأنه من البدع المستحدثة.
وأضاف، عبدالحليم منصور، في بيان له اليوم، الأربعاء، أن أدلة القائلين بجواز الاحتفال بالمولد النبوي، استدلوا على ذلك بعدة أمور، أبرزها أن الأصل في الأشياء الإباحة، موضحًا أن هذه قاعدة عامة تتناول بيان الأصل الشرعي لكل المعاملات والتصرفات التي يقوم بها البشر في سلوكياتهم وعباداتهم، وليس ثمة دليل يدل على منع هذا الاحتفال.
وسوّق كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أدلة القائلين بجواز الاحتفال بأن الاحتفال بالمولد تجديد للدين في نفوس الخلق، لافتًا إلى أن هذه مهمة العلماء الذين يذكرون بالناس بسيرة النبي وبأخلاقه، ومبادئه، وتصرفاته، وسيرته العطرة مع أهل بيته وجيرانه وأصحابه، وأعدائه، مشيرًا إلى أنه في ذلك كله تجديد للدين من جديد في نفوس العباد، وحثهم على اقتفاء أثر نبيهم في الاتباع.
وأكد منصور، أنه من بين أدلة القائلين بجواز الإحتفال أنه ورد عن النبي أنه كان يصوم يوم الاثنين الذي ولد فيه، ولما سئل عن ذلك قال "ذاك يوم ولدت فيه "، موضحًا أن هذا يدل دلالة واضحة على جواز الاحتفال بهذا اليوم من عموم المسلمين، مثلما فعل النبي.
وعرض عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أدلة القائين بمنع الاحتفال بالمولد النبوي، منوهًا إلى أنهم استدلوا على ذلك بعدة أمور برزها بأن الدين قد اكتمل ولم يشرع في الإسلام الاحتفال بمولده، كما أن النبي لم يحتفل بمولده، ولا فعله الصحابة من بعده، ولو كان سائغا لفعله الرسول ولتابعه عليه الصحابة من بعده لكن كل ذلك لم يحدث فدل ذلك على عدم مشروعيته، منوهًا أنه من جملة الأمور التي استند عليها المانعين بأنه من البدع المستحدثة التي نهى عنها الإسلام.
وأكد عبدالحليم منصور، أن الأدلة التي أوردها القائلين بمنع الإحتفال بالمولد النبوي، بأنه لا يمكن أن نسلم لهم ما ذكره بأدلتهم في المنع أو أن الإحتفال من البدع المستحدثة، موضحًا أنه ورد في السنة النبوية ما يدل على احتفال الصحابة بالنبي، مع إقراره لذلك وإذنه فيه.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الرأي الراجح في الاحتفال بالمولد النبوي هو ما ذهب إليه القائلون بجواز الاحتفال به، منوهًا إلى أن هذا الأمر أقل تعبير عن حبنا للحبيب محمد، مشيرًا إلى أن الاحتفال يجب أن يحاط بمجموعة من الضوابط كـ"عدم اختلاط الرجال بالنساء بشكل فاضح يؤدي إلى المحرمات، وألا يكون الاحتفال قاصرا على التطبيل والتزمير، بل يكون بصوم يوم مولده، واتباع أخلاقه".