علاء محيي الدين.. المتحدث باسم الجماعة الإسلامية
عاصر علاء محيي الدين بداية نشأة الجماعة الإسلامية، وقد تربي علي يد كبار شيوخها، في جامعة أسيوط خلال فترة الثمانينات.
وبعد تخرجه في الجامعة اتجه إلي القاهرة ووجه بحري، حيث انتشار الجماعة الإسلامية قليل بعكس الصعيد كانت في فترة الثمانينات السيطرة المطلقة للجماعة الإسلامية في الصعيد، وانتشر فكر الجماعة في القاهرة وبالتحديد في 4 مناطق عين شمس وإمبابة والطالبية والعمرانية حتي أنه في عين شمس بالتحديد سنه 1988م، كانت عين شمس انتشرت بها الجماعة. وكان خطيبًا بارعًا تشهد له منابر مساجد والنقابات المهنية وبالتحديد نقابة المحامين والصحفيين.
وخلال سنوات عمره المختلفة شارك في عمليات إرهابية متعددة، إما بالتخطيط أو التنفيذ، وذلك لانه كان من مؤسسي الجماعة الإسلامية وتقلد منصب المتحدث باسم الجماعة.
وفي ظل هذا التاريخ المليئ بالإرهاب، جاءت النهاية، حيث في نهار يوم حار جدا من أيام شهر أغسطس عام 1990، وفى شارع ترسا بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، توقفت سيارة حمراء، ونزل منها أربعة أشخاص أطلق احدهم النار على مواطن يسير في الشارع فلقى مصرعه على الفور، واتضح بعدها أن القتيل هو الدكتور علاء محيي الدين المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية.
حادث القتل الغامض أشعل نيران الفتنة في مصر، حيث اتهمت الجماعة الإسلامية قوات الأمن بقتل المتحدث باسمها، وردت بعدها بثلاثة أشهر باغتيال الدكتور رفعت المحجوب في نهار الجمعة 12 نوفمبر من نفس العام بعد لقائه وفدًا برلمانيا سوريا في فندق المرديان، حيث انتظره عدد من عناصر الجماعة أمام فندق شبرد بجاردن سيتي، وأطلقوا عليه وابلا من النيران أدى إلى مصرعه على الفور، ليدشن هذا الحادث مولد الموجة الثانية من الإرهاب على يد الجماعة الإسلامية والذى استمر بعد ذلك حتى أعلنت الجماعة مبادرة لوقف العنف عام 1997.
وبحسب الوثائق التي نقلت من وقتها، فإن علاء محي الدين قبل مصرعه بأيام كان يدخل مقر جريدة الشعب، حيث عقد اجتماعًا مغلقًا استمر أكثر من ساعتين مع رئيس تحرير الجريدة الشعب عادل حسين، ولم يعرف أحد غير المعنيين بالأمر أن هذا الاجتماع كان مخصصا لبحث تحالف بين حزب العمل والجماعة الإسلامية، حيث عرض عادل حسين على علاء محى الدين فتح باب الحزب للجماعة الإسلامية وترشيح عدد من قياديها في انتخابات مجلس الشعب التي كان يزمع إجراؤها في نهاية عام 1990م، بعد حل مجلس الشعب بناء على حكم من المحكمة الدستورية بعدم دستورية الانتخاب بالقوائم النسبية المشروطة الذى استبعد المستقلين، وهذه هي الأنباء التي تسرت عن هذا الاجتماع لعدد قليل من الصحفيين العاملين بجريدة الشعب وكنت منهم.
عرفت بعد ذلك أن الجماعة الإسلامية لم تكن تحبذ الدخول في عضوية حزب العمل الذى كان متحالفا مع جماعة الإخوان، لكن كان هناك بداية لقبول عرض عادل حسين بالتنسيق في انتخابات مجلس الشعب 1990 سواء بدعم مرشحي حزب العمل أو حتى بترشيح عدد من قيادات وكوادر الجماعة الإسلامية في الانتخابات، وانتهى الاجتماع دون حسم القضية لكنه كان بداية تتلوها اجتماعات أخرى لم تتم بعد ذلك بسبب قتل علاء محى الدين ثم اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب أنذاك.