لجنة إعمار الرقة: تراكم جثث عناصر داعش تمنع النازحين من العودة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا حول مقابر تنظيم داعش الجماعية التي أعدتها قبل سقوط الرقة، وتقول الصحيفة إن مقابر جماعية تأوي آلاف الجثث يبدو أنها لعناصرها وللمدنيين التي كانت تستخدمهم كدروع بشرية.
ورغم مرور عام على هزيمة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة ما زال إحصاء الجثث مستمرا مع انتشالها من مقابر جماعية ومن تحت الأنقاض من المدينة الأكثر تعاسة حيث كانت المعقل الرئيسي للتنظيم الإرهابي في سوريا.
و ينبش الأهالي في القبور الجماعية لانتشال جثث ذويهم ويتم التعرف عليهم من خلال ملابسهم التي كانوا يرتدونها قبل الغارة الجوية، ويقول مسئول فرق الإسعافات الأولية في لجنة إعادة إعمار الرقة، ياسر خميس: "أمامنا الآن ثلاثة مقابر: بانوراما، الفخيخة ومقابر الأحياء السكنية وانتشال الجثث من كل واحدة بحاجة إلى شهر ونصف الشهر، وكذلك الجثث المدفونة تحت الأنقاض يحتاج إنتشالها إلى شهر ونصف".
وعثر الفريق خلال العام الحالي حتى الآن على أكثر من 2600 جثة، بينما تقول مصادر محلية إن المزيد من الجثث انتشلها سكان في الرقة لذويهم بشكل مستقل.
يضم موقع "البانوراما" الذي كان في السابق متنزها عاما عددا من الجثث ما يتراوح بين 800 و1500 شخص من الأطفال والنساء والرجال دفنوا هناك، ويضم 200 حفرة طول كل منها 30 مترا تقريبا.
ويعتقد أنها أكبر مقبرة جماعية من بين تسع مقابر، وتم اخراج نحو 233 جثة من ذلك الموقع منذ بدء العمل فيه في أكتوبر.
و يحدد فريق من الطب الشرعي جنس وعمر أصحاب الجثث وسبب الوفاة، ويقوم بتسليمهم لأقاربهم.
و تؤكد لجنة إعادة إعمار الرقة، ياسر خميس: إن تراكم الجثث وعدم إخلاء الرقة منها واحد من الأسباب التي تمنع عودة النازحين إلى المدينة.
وشكلت هزيمة داعش في الرقة انتصارا كبيرا في الحرب على التنظيم المتشدد. لكن منظمة العفو الدولية اتهمت التحالف بقيادة الولايات المتحدة بعدم الاعتراف بما حدث والتحقيق فيما وصفته بأنه "نطاق صادم من القتلى المدنيين والدمار الذي تسبب فيه في الرقة" التي استخدمت فيها الدولة الإسلامية المدنيين دروعا بشرية، حسبما أفادت رويترز.
وقال المتحدث باسم التحالف، إن عدد المدنيين الذين تأكد حتى الآن مقتلهم عرضا في تلك الحملة العسكرية هو 104 مدنيين لكنه لم يستبعد ارتفاع هذا العدد، وقال الكولونيل شون ريان في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز "إذا كان هناك ما يتردد عن قتلى مدنيين.. فسنتحقق من ذلك بالمضاهاة مع سجلاتنا الموجودة".