مفتي الجمهورية لـ"أمان": الاجتهاد الفقهي وتجديد المفاهيم ضرورة العصر
أكد د. شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن تجديد الخطاب الديني لا يعني اختراق المفاهيم والأصول، ولكن المقصود منه أن نأخذ من المصادر الأصيلة للتشريع الإسلامي ما يوافق كل عصر باختلاف جهاته الأربع "الزمان والمكان والأشخاص والأحوال"، بما يحقق مصلحة الإنسان في زمانه، وفي إطار من منظومة القيم والأخلاق التي دعا إليها ورسخها الإسلام.
وأضاف "علام"، في تصريح خاص لموقع "أمان"، أن الهدف من التجديد هو تحديث الأدوات والآليات التي تعمل بشكل منضبط ووفق ضوابط معينة لكي نستطيع من خلالها الوصول إلى خطاب ديني رشيد، والنبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ترك للصحابة الكرام، رضوان الله عليهم، مساحة للاجتهاد ودربهم تدريبًا عمليًّا على الاجتهاد حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتغيراتها من بعده، ومن عظمة الإسلام أنه يحمل بين طياته المنهج والأدوات التي تجعله صالحًا لكل زمان ومكان، لأنه جاء شاملًا لثوابت لا تتغير، وهي تُعد الإطار القوي الذي يحافظ على هوية المسلم لنفسه ولمن حوله من الكون، نستفيد من مناهج السلف الصالح فيه، لأنها مبنية على اللغة والعقل وقواعد تفسير النصوص، ولكن في نفس الوقت لا نلتزم بمسائلهم التي ارتبطت بسياق واقعهم وقتها.
وحول من يرى أن التجديد نوع من التبديد، قال فضيلته: "المشكلة الكبرى عند ذوي الفكر المتشدد والمنحرف أنهم يحاولون توسيع دائرة الثوابت بغير حق حتى يضيق على الناس دينهم ودنياهم، فيسهل عليهم تبديعهم وتفسيقهم وصولًا لتكفيرهم، بل ينحرف فكرهم إلى استباحة دمائهم.
واختتم فضيلته الحديث عن التجديد، بقوله: "إن تجديد الخطاب الديني بما يسهم في البناء والتنمية والعمل على نشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي، من شأنه نبذ كافة مفاهيم الهدم والتطرف التي لا تساعد على تحقيق أطر التقدم للبلاد، فالفهم الصحيح للإسلام وعرض مفاهيم الدين والأخلاق على الناس بصورة صائبة يرسخ قيم التسامح والإخاء ويعلى مفاهيم المواطنة".