أزهريون لـ"مبروك عطية": "النقاب ليس مفروضًا ولا مرفوضًا"
اشتعل الهجوم من قبل بعض علماء الأزهر، على الدكتور مبروك عطية عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، بعد التصريحات الأخيرة بهجومه على المرأة المنتقبة ووصفهن بأنهن يشبهن "رجال"، ليس ذلك فحسب لكنه أكد أن الأزهر يرفض النقاب ولا يعترف به.
وبسب اللقاء التليفزيوني الذي أجرى معه ببرنامج "تخاريف"، على فضائية "mbc"، قال: "أنا في قمة الحزن لما بشوفكم..، وأن المنتقبة راجل، ومفيهاش ريحة الأنوثة".
وتابع: "الإسلام مفيهوش كلمة اسمها نقاب، أنا الوحيد اللي بقول لأي موظفة في الأزهر ترتدي النقاب: لو عندك دين سيبى الأزهر وامشي واتنقبي بره".
بداية الهجوم على "عطية"، من خلال مواقع التواصل الإجتماعي بإعادة نشر مقال عبر الموقع الرسمي للأزهر، يرد فيه على قضية النقاب، بقوله: "الأزهر الشريف في موضوع النقاب لم يصدر عنه أمر به، أو نهي عنه؛ لأنه من المسائل القابلة للاجتهاد في الأخذ به، أو عدمه، فمن رأت من النساء مصلحة ً دينيةً لها فيه، فهي وما أرادت بشرط أن لا تلزم غيرها به، وأن تكشف الوجه عند اقتضاء المصلحة ، وعندئذٍ من حقها أن لاتُضطهد أو يُلمز بها بسببه".
ويوضح البيان المنشور بتاريخ 11 يناير 2016، أن الأزهر شكل لجنة فقهية ونتج عنها ما يلي: "رأي اللجنة: بعد التحليل الفقهي والغوص في الأدلة وتعدد الرؤى في النقاب تري لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر الشريف: أن النقاب ليس عادة، وإنما هو يقع في دائرة المباح، وقد يرقي إلي ما فوق ذلك لمن تري من النساء فيه مصلحةً دينيةً لها؛ كسد لذريعة، أو درء لفتنة".
وتابعت "أما القول: بأنه شريعة يهودية ؛ فإنه قول مردود ؛ لأن القرآن الكريم أخذ بشريعة التوراة في قصاص النفس والأطراف " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " المائدة 45 ".
واختتمت "والقول بأنه عادة جاهلية مردود؛ لأنه ليس كل عرفٍ جاهليٍ مذموم؛ بل إن الشريعة الإسلامية من مراعاتها لمصالح المجتمع ، وتسامحها في التشريع أقرت بعض الأعراف في الجاهلية قبل الإسلام، وجعلتها تشريعًا يعمل به في الإسلام كتقدير الديات في القتل، وتعظيم الأشهر الحرم، وغير ذلك".
كما رد الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، على "عطية"، بقوله: "المقطع موجود على مواقع التواصل وكلامه فيه لا يمثل الرأي الفقهي الصحيح وسخريته من المنتقبات عمل غير مقبول، صحيح أن الواجب هو الحجاب كما صدر عن دار الإفتاء".
وأضاف عبد الرحيم، في تصريحاته: "لكن النقاب كما ذكر العلامة الشيخ الشعراوي (لا مفروض ولا مرفوض)، كان الأولي بالشيخ أن يتكلم عن العري والتبرج والرقص كما حدث ويحدث في الأماكن المختلفة، أما تناول المنتقبات بمثل ما ذكر .. فأقل ما يقال فيه لقد جانبك التوفيق يا مولانا".
فيما هاجمه الداعية الأزهري عبد الله رشدي، أيضًا عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، بقوله: "وجوبُ النقاب مذهبُ جماعةٍ من أهل العلم، والستر لكامل الجسد هو فرضُ زوجات النبيِّ، فمن عابَ على من تشبهتْ بأُمَّهاتِ المؤمنين فقد زَلَّ، ومن عابَ على من قلَّدَتْ القائلينَ بوجوبِ النقاب فقد تحجرَ واسعاً، وقد كان حرياً بنا تحذيرُ الناس من التبرج بدلاً من التوجهِ نحوَ ذمِّ المنتقباتِ ووصفهنِّ بصفاتٍ لا تليق".
وأضاف رشدي في تصريحاته، "واعلموا أن كلا الرأيين قد درسناه في الأزهر، والجمهور على عدمِ وجوبِه، لكنَّ من أخذت بالقول الآخر فهي على خيرٍ وفي سعةٍ".
وأشار إلى أن "كتب التراث وحواشيها مليئة بتلك النقولات عن علمائنا، فإنكار وجود النقاب في كتبنا مجازفة لا تصدر عن فقيه".
وأكد على أنه يفتي "بعدم الوجوب النقاب كما هو اختيار الجمهور".