نبيل البرعي.. مؤسس أول تنظيم إرهابي في مصر
نبيل البرعي، ولد بحي المعادي، أسس أول تنظيم إرهابي في مصر خلال ستينيات القرن الماضي، مما جعل له أثر كبير في الحياة الإرهابية، وكان يحاول أن يصنع انقلاب عسكري ضد النظام الحاكم وقتها، ولكنه فشل.
في عام 1964م حاول تأسيس أول تنظيم إرهابي بالقاهرة، وكان أبرز مؤسسيها ثلاثة هم علوى مصطفى من حي مصر الجديدة، و إسماعيل طنطاوي، من حي المنيل، ونبيل البرعي، من حي المعادي، وكانوا جميعًا طلبة في الثانوية العامة وقتها، ولقد تخرج إسماعيل من كلية الهندسة بجامعة الأزهر فيما بعد، كما تخرج علوى من كلية الهندسة أيضا، بينما تأخر نبيل البرعي دراسيا ثم التحق بكلية الآداب بجامعة بيروت.
أصبحت هذه المجموعة تنظيمًا يضم عددا من المجموعات في القاهرة والجيزة والإسكندرية, وربما قليل من المحافظات الأخرى, وكانوا جميعًا من طلبة ثانوي أو الجامعة لكن التنظيم استمر سنوات كبر فيها كل صغير، وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في نهاية ستينيات القرن الماضي, كما كان من أعضاء هذا التنظيم يحي هاشم ورفاعي سرور، و أيضا كان من أعضائه محمد إسماعيل المقدم من محافظة الإسكندرية، كما انضم لهذا التنظيم في نفس الفترة نهاية الستينات مجموعة الجيزة التي كان من أبرز قادتها مصطفى يسرى و حسن الهلاوى لكن هذه المجموعة سرعان ما انفصلت في أوائل السبعينات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم.
وفي عام 1975م اشتبكت مجموعة يحيي هاشم مع الأمن في الجبل وتمت تصفية يحيى هاشم ومجموعة من القادة وسجن آخرون وبذلك انتهت جماعة يحيى هاشم، و حاول إسماعيل طنطاوي التوفيق بين الطرفين دون جدوى، وانشق علوى عن التنظيم كما فارق آخرون التنظيم دون أن يعملوا في إطار تنظيمي آخر، واستمر التنظيم بقيادة إسماعيل طنطاوي، وظل معه كثيرون أشهرهم نبيل البرعي وعصام القمري وأيمن الظواهري وكان معهم في ذلك الوقت سيد إمام الشريف.
مواقفه المتطرفة
يرجع الدكتور محمد مورو كاتب إسلامي، ورئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي، نشأة تنظيم الجهاد إلى عام 1958 بشكل مستقل تمامًا عن جماعة الإخوان وعلى يد شاب مصري يدعى نبيل البرعي الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 22 عامًا، وحسب رواية نبيل البرعي نفسه فإنه عثر على كتاب فتاوى عن الجهاد فبدأ الاهتمام بهذا الموضوع واعتبر أن إصلاح العالم الإسلامي يكمن في ممارسة الجهاد، وانتهى البرعي إلى أن العمل السري المسلح هو الحل.
بدأ نبيل البرعي مسعاه بتوزيع فتاوى الجهاد على أصدقائه المقربين وإدارة حوارات معهم أسفرت عن استجابة عدد منهم مثل: إسماعيل الطنطاوي، وحمد عبد العزيز الشرقاوي، ومن هؤلاء وغيرهم نشأت الخلية الأولى عام 1960 في محافظة القاهرة، ويقول الكاتب ممدوح الشيخ في دراسة له أنه رغم نشأة تنظيم الجهاد بشكل مستقل تمامًا عن جماعة الإخوان المسلمين فإنه تأثر تأثرا كبيرا بالصدام الثاني الكبير الذي وقع بين جماعة الإخوان المسلمين، ونظام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر 1964م، وفي عام 1966م، مر التنظيم بمنعطف آخر شديد الأهمية تمثل في انضمام عدد آخر من الشباب مثلوا فيما بعد أهم قيادات الجماعة مثل الدكتور أيمن الظواهري وحسن الهلاوى وعلوي مصطفى.
ومع حلول عام 1968 أصبح للتنظيم كيان متميز فكريًا، كبير عدديًا، وبينما كانت أجهزة الأمن مشغولة في المقام الأول بمطاردة جماعة الإخوان المسلمين، وبدأت عناصر التنظيم في جمع السلاح والتدريب عليه في منطقة جبلية مجاورة للقاهرة وهي منطقة جبل المقطم، وشكلت حرب السادس من أكتوبر 1973، منعطف شديد الأهمية في تاريخ تنظيم الجهاد على المستويين التنظيمي والفكري، يعد اكتمال نصاب التنظيم قرر علوي مصطفى، ومعه مجموع من عناصر التنظيم، الاتجاه إلى ميدان الحرب لمواجهة الجنرال إرييل شارون، الذي كان قد تسلل بقواته إلى منطقة الدفرسوار على شاطئ قناة السويس، وتمكن علوي مصطفى لأول مرة في تاريخ تنظيم الجهاد من اختراق القوات المسلحة المصرية، وتمكن من تجنيد عدد غير قليل من رجالها، وهو ما شكل نقلة نوعية أخرى في أداء التنظيم ورؤيته على السواء، وكان أهم الضباط الذين نجحوا في تجنيدهم عصام القمري الذي انشأ بدوره عددا من الخلايا داخل القوات المسلحة، كما أصبح أحد أهم رموز التنظيم.
أفكاره
لقد ساهمت افكار نبيل الرعي، في تحويل أفكاره من شاب يعيش حياته إلي شاب يشارك في عمليات العنف، وساهم في تشكيل أفكاره واستراتيجيته ثلاثة عوامل: الأول أن تربي في مساجد الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية وهما جماعتان ذاتا توجه سلفي واضح، كما تأثر بالشيخ محمد خليل هراس هو أحد علماء الأزهر ورئيس جماعة أنصار السنة، في ذلك الوقت من أواخر الستينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، الثانية أن فكرة الانقلابات العسكرية كانت رائجة في ذلك الوقت في المنطقة العربية والعالم، وجرى تنفيذها بنجاح كبير في دول عربية وإسلامية كثيرة في ذلك الوقت، كما راجت في ذلك الوقت أيضا فكرة حرب العصابات من أجل التحرر الوطني، الثالث اعتقاده أن تنظيم الضباط الأحرار كان تابعًا لجماعة الإخوان.
فكان نبيل البرعي، هو النموذج الأبرز على مثل هذا التشوه في فهم شيوخ السلف والسلفية، فقد قام عام 1958 بالبحث عن كتب من على سور الأزبكية -سوق للكتب القديمة في مصر-، حتى وجد كتيبا يحتوى على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الجهاد، وبخاصة فتوى ماردين، فذهب وطار بها وأسس أول مجموعة جهادية مصرية سنة 1958، وقد تفرخت عنها فيما بعد مجموعات كمجموعة الإسكندرية ومجموعة المعادي سنة 1966 التي كانت تضم أيمن الظواهري والدكتور فضل، صاحب المراجعات الأخيرة المهمة، وقد كانت للدكتور فضل الإمارة حسب شهادته في هذه المجموعة، ومجموعة الأردني الذي كان يدرس في الأزهر حينئذ محمد سالم الرحال، ولم ينجح في توحيد هذه الجماعات غير محمد عبد السلام فرج أمير ومنظر تنظيم الجهاد سنة 1979 والذي قام بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس السادات الشهيرة سنة 1981، ثم انقسمت بعد فترة قليلة ثانية أثناء وجودها في السجن، خلافا حول إمارة الأسير والضرير الشهيرة.
أصبحت هذه المجموعة تنظيمًا يضم عددا من المجموعات في القاهرة والجيزة والإسكندرية, وربما قليل من المحافظات الأخرى, وكانوا جميعًا من طلبة ثانوي أو الجامعة لكن التنظيم استمر سنوات كبر فيها كل صغير، وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في نهاية ستينيات القرن الماضي, كما كان من أعضاء هذا التنظيم يحي هاشم ورفاعي سرور، و أيضا كان من أعضائه محمد إسماعيل المقدم من محافظة الإسكندرية، كما انضم لهذا التنظيم في نفس الفترة نهاية الستينات مجموعة الجيزة التي كان من أبرز قادتها مصطفى يسرى و حسن الهلاوى لكن هذه المجموعة سرعان ما انفصلت في أوائل السبعينات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم.
وفي عام 1975م اشتبكت مجموعة يحيي هاشم مع الأمن في الجبل وتمت تصفية يحيى هاشم ومجموعة من القادة وسجن آخرون وبذلك انتهت جماعة يحيى هاشم، و حاول إسماعيل طنطاوي التوفيق بين الطرفين دون جدوى، وانشق علوى عن التنظيم كما فارق آخرون التنظيم دون أن يعملوا في إطار تنظيمي آخر، واستمر التنظيم بقيادة إسماعيل طنطاوي، وظل معه كثيرون أشهرهم نبيل البرعي وعصام القمري وأيمن الظواهري وكان معهم في ذلك الوقت سيد إمام الشريف.
مواقفه المتطرفة
يرجع الدكتور محمد مورو كاتب إسلامي، ورئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي، نشأة تنظيم الجهاد إلى عام 1958 بشكل مستقل تمامًا عن جماعة الإخوان وعلى يد شاب مصري يدعى نبيل البرعي الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 22 عامًا، وحسب رواية نبيل البرعي نفسه فإنه عثر على كتاب فتاوى عن الجهاد فبدأ الاهتمام بهذا الموضوع واعتبر أن إصلاح العالم الإسلامي يكمن في ممارسة الجهاد، وانتهى البرعي إلى أن العمل السري المسلح هو الحل.
بدأ نبيل البرعي مسعاه بتوزيع فتاوى الجهاد على أصدقائه المقربين وإدارة حوارات معهم أسفرت عن استجابة عدد منهم مثل: إسماعيل الطنطاوي، وحمد عبد العزيز الشرقاوي، ومن هؤلاء وغيرهم نشأت الخلية الأولى عام 1960 في محافظة القاهرة، ويقول الكاتب ممدوح الشيخ في دراسة له أنه رغم نشأة تنظيم الجهاد بشكل مستقل تمامًا عن جماعة الإخوان المسلمين فإنه تأثر تأثرا كبيرا بالصدام الثاني الكبير الذي وقع بين جماعة الإخوان المسلمين، ونظام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر 1964م، وفي عام 1966م، مر التنظيم بمنعطف آخر شديد الأهمية تمثل في انضمام عدد آخر من الشباب مثلوا فيما بعد أهم قيادات الجماعة مثل الدكتور أيمن الظواهري وحسن الهلاوى وعلوي مصطفى.
ومع حلول عام 1968 أصبح للتنظيم كيان متميز فكريًا، كبير عدديًا، وبينما كانت أجهزة الأمن مشغولة في المقام الأول بمطاردة جماعة الإخوان المسلمين، وبدأت عناصر التنظيم في جمع السلاح والتدريب عليه في منطقة جبلية مجاورة للقاهرة وهي منطقة جبل المقطم، وشكلت حرب السادس من أكتوبر 1973، منعطف شديد الأهمية في تاريخ تنظيم الجهاد على المستويين التنظيمي والفكري، يعد اكتمال نصاب التنظيم قرر علوي مصطفى، ومعه مجموع من عناصر التنظيم، الاتجاه إلى ميدان الحرب لمواجهة الجنرال إرييل شارون، الذي كان قد تسلل بقواته إلى منطقة الدفرسوار على شاطئ قناة السويس، وتمكن علوي مصطفى لأول مرة في تاريخ تنظيم الجهاد من اختراق القوات المسلحة المصرية، وتمكن من تجنيد عدد غير قليل من رجالها، وهو ما شكل نقلة نوعية أخرى في أداء التنظيم ورؤيته على السواء، وكان أهم الضباط الذين نجحوا في تجنيدهم عصام القمري الذي انشأ بدوره عددا من الخلايا داخل القوات المسلحة، كما أصبح أحد أهم رموز التنظيم.
أفكاره
لقد ساهمت افكار نبيل الرعي، في تحويل أفكاره من شاب يعيش حياته إلي شاب يشارك في عمليات العنف، وساهم في تشكيل أفكاره واستراتيجيته ثلاثة عوامل: الأول أن تربي في مساجد الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية وهما جماعتان ذاتا توجه سلفي واضح، كما تأثر بالشيخ محمد خليل هراس هو أحد علماء الأزهر ورئيس جماعة أنصار السنة، في ذلك الوقت من أواخر الستينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، الثانية أن فكرة الانقلابات العسكرية كانت رائجة في ذلك الوقت في المنطقة العربية والعالم، وجرى تنفيذها بنجاح كبير في دول عربية وإسلامية كثيرة في ذلك الوقت، كما راجت في ذلك الوقت أيضا فكرة حرب العصابات من أجل التحرر الوطني، الثالث اعتقاده أن تنظيم الضباط الأحرار كان تابعًا لجماعة الإخوان.
فكان نبيل البرعي، هو النموذج الأبرز على مثل هذا التشوه في فهم شيوخ السلف والسلفية، فقد قام عام 1958 بالبحث عن كتب من على سور الأزبكية -سوق للكتب القديمة في مصر-، حتى وجد كتيبا يحتوى على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الجهاد، وبخاصة فتوى ماردين، فذهب وطار بها وأسس أول مجموعة جهادية مصرية سنة 1958، وقد تفرخت عنها فيما بعد مجموعات كمجموعة الإسكندرية ومجموعة المعادي سنة 1966 التي كانت تضم أيمن الظواهري والدكتور فضل، صاحب المراجعات الأخيرة المهمة، وقد كانت للدكتور فضل الإمارة حسب شهادته في هذه المجموعة، ومجموعة الأردني الذي كان يدرس في الأزهر حينئذ محمد سالم الرحال، ولم ينجح في توحيد هذه الجماعات غير محمد عبد السلام فرج أمير ومنظر تنظيم الجهاد سنة 1979 والذي قام بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس السادات الشهيرة سنة 1981، ثم انقسمت بعد فترة قليلة ثانية أثناء وجودها في السجن، خلافا حول إمارة الأسير والضرير الشهيرة.