رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتحار في الحرم.. وهم الخلود في الجنة وتحليق الروح أعلى الكعبة

أرشيفية
أرشيفية

بات الانتحار من أعلى المسجد الحرام ظاهرة لافتة للأنظار، حيث تكررت هذا العام أكثر من مرة، وأكثر من 10 مرات في العقد الأخير، وهو الأمر الذي استنكره المسلمون، إذ كيف لمن يطوف بالمسجد الحرام أن يفكر في الانتحار، وهو يؤدي شعيرة الحج أو العمرة؟!.

وأعلنت السلطات السعودية، صباح اليوم، أن حاجا يحمل جنسية عربية، لقى مصرعه، بعد أن ألقى نفسه من أحد أدوار المسجد الحرم؛ وسقط في صحن المطاف وتوفي في الحال.

وقال المتحدث الإعلامي باسم القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام: في الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح اليوم، باشر رجال الأمن حادثة إقدام أحد الوافدين على القفز من سطح المسجد الحرام إلى صحن الطواف بالدور الأرضي، مما أدى إلى وفاته فور سقوطه، وإصابة اثنين من الحجاج.

وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان قصة المعتمر الفرنسي من أصول جزائرية الذي انتحر في ظرف مشابه خلال أداء مناسك العمرة من أحد أدوار المسجد منذ ثلاثة أشهر.

وكشف وقتها مقربون جزائريون السبب الذي دفع هذا الشاب لرمي نفسه، ونفوا سقوطه عن غير قصد.

وأكدوا أن القصة تعود إلى قبل 11 عاما، عندما توفيت والدة عزوز بوتابا في مكة خلال تأديتها مناسك الحج ودفنت هناك، الأمر الذي لم يحتمله الشاب الذي كان طفلها المدلل، وما زاد الحمل عليه، حسب أقاربه، أنه لم يستطع السفر حينها معها بسبب سنه الصغيرة حيث لم يكن قد تجاوز الـ14 من عمره.

ونشرت صحيفة "الشروق الجزائرية" وقتها شهادة أحد المقربين من عزوز الذي أرجع سبب انتحاره إلى أنه كان يرغب في أن يدفن بجوار والدته.

إلا أن صديقا آخر للشاب المنتحر كانت له رواية جديدة حول هذا الحادث، وأكد، في تصريح للصحيفة الجزائرية، أن خطة عزوز كانت السفر خلال الحج، لكنه لم يحصل على التأشيرة فغير خطته للعمرة، وأشار إلى أن الشاب عزوز تربطه علاقة مع دجال مغربي، أقنعه بأن من يقفزون من أعلى الحرم ستظل أرواحهم تطير فوق الكعبة و"هم من المبشرين بالجنة"، وهو ما نفذه الشاب المنتحر بحذافيره.

يذكر أن وقائع القفز من أعلى المسجد الحرام تكررت كثيرا في السنوات الأخيرة، ففي نوفمبر2011 أحبطت السلطات السعودية محاولة انتحار حاج سوري في العقد الثاني من العمر، بعد محاولته القفز من سطح المسعى المطل على الساحات الشرقية، وفي فبراير عام 2015، ألقت معتمرة صينية في العقد الرابع من عمرها، بنفسها من طبقة الطواف العلوية، وسقطت على رأسها، فتوفيت في الحال.


وفي يونيو 2015، انتحر شاب آسيوي يبلغ من العمر 35 عاما، بعد أن قفز من أعلى الحاجز الزجاجي للشرفة الخاصة برواق في الدور الأول من الجهة الشمالية إلى صحن المطاف، وفي يوليو 2016، انتحر شاب يمني بعد القفز من الطابق الثاني للمسعى، حيث فاجأ المعتمرين داخل الحرم بالجري، ثم القفز من على شرفة المسعى في الطابق الثاني فوق صخرة الصفا وارتطم بها ففقد حياته في الحال.