إخواني منشق: "حسن البنا" كفر المجتمع إلا جماعته
قال أحمد حميدة، القيادي الإخواني المنشق، عن الاخوان إن منهج حسن البنا في التعامل مع أعضاء جماعته: يعتمد في تنظيره الفكري على النص _ قرآن أو سنة _ مجردًا من غير أن يشير إلى أقوال المفسرين التي وردت فيه، أو حتى شرحها شرحًا موجزًا !! ظنًا منه أنه مجرد ذكر الآية يُسبغ الشرعية على قوله واتجاهه وما ذهب إليه!! ففي معرض بيانه عن صفة "التجرد" التي هي ركن من أركان "البيعة" الذي يبايع عليه من يدخل الإخوان فقال "وأريد بالتجرد أن تُخْلِص لفكرتك مما سواها من المبادىء والأشخاص، لأنها أسمى الفكر وأجمعها وأعلاها، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براءا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده _، والناس عند الأخ الصادق واحد من ستة أصناف مسلم مجاهد أو مسلم قاعد أو مسلم آثم، أو ذمي معاهد أو محايد أو محارب، ولكل حكمه في ميزان الإسلام، وفي حدود هذه الأقسام توزن الأشخاص والهيئات ويكون الولاء والعداء".
وأضاف في تصريحاته الصحفية: إن الناظر في الآية الأولى، وفق سياقها تتحدث عن دعوة البعض للمسلمين أن يكونوا يهودًا أو نصارى كي يكونوا مهتدين! وأكد القرآن على أن هذا القول هو قول المشركين، ثم يرشد الله تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم مفصلًا، وما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملًا، وأن لا يفرقوا بين أحد منهم بل يؤمنوا بهم جميعًا، والمعنى المقصود هنا بصبغة الله كما فسرها العلماء وعلى رأسهم ابن عباس بأنها دين الله، دين الحنيفية السمحة، دين الفطرة السوية أي عقائده وعباداته هذا هو المعنى المراد بصبغة الله...، فهل تقف الجماعة في مواجهة مجتمعًا مشركًا لا يؤمن بالله أم مجتمع مسلم؟! وهل الجماعة هي صبغة الله بهذا المعنى، أم هي اجتهاد خاص داخل المجتمع؟!.
وتابع: الآية الثانية أيضًا جاءت في نفس السياق بالحديث عن الإيمان والكفر واتخاذ أعداء الله الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وأن الله سبحانه أمر عباده المؤمنين بالتبرأ من الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم، والتبرأ من دينهم وطريقتهم، وإعلان العداوة والبغضاء بينهم وبين الكافرين ما داموا على كفرهم حتى يتوبوا إلى الله وحده فيعبدوه لا يشركوا به شيئًا، ويخلعون ما يعبدون من الأوثان والأنداد، والسؤال هنا ما هي صلة الآية بصفة "التجرد" هل الجماعة تعيش داخل مجتمع كافر لا يؤمن بالله، وهل يدعوهم أحد إلى الكفر؟!، بربك ما هو الأثر النفسي على قواعد الجماعة التنظيمية تجاه مجتمعهم والمخالفين لهم سواء في الفكر أو في العقيدة؟! فهذا النص يؤسس بمعناه هذا إلى القطيعة التامة مع كل مخالف للجماعة، ويؤسس أيضًا العداوة والبغضاء بفهمهم المغلوط لنص الآية!!، فقد اعتاد كثير من كُتاب التاريخ أن يطلقوا على ما دونوه في طيات كتبهم من أحداث تخص التاريخ ويسموه التاريخ الإسلامي إثم يشرع الكاتب في سرد أحداث تاريخية وقع فيها من الصواب والخطأ، والعدل والظلم، والتفرقة والمساواة، وغيرها من الأخطاء التي تقع عادة من البشر لأنهم بشر!
ومن الظلم وعدم الإنصاف وغياب الشفافية أن يُنسب الخطأ والظلم والتفرقة والاستبداد إلى الإسلام!! فتاريخ الإسلام انتهى بموت النبي صلى الله عليه وسلم، ولابد من التفريق بين الإسلام من حيث أنه دين يقوم في أصله على العدل والإنصاف والحرية وقبول الآخر ورفض الظلم والاستبداد، وبين فهم المسلمين وتفسيرهم وتأويلهم للنصوص وسلوكهم، لأنهم في النهاية بشر يعتريهم القصور والشهوة وحب الرياسة والانفراد بالسلطة مهما بلغوا من التزامهم وحرصهم على العبادات !! لذلك لم يجرؤ أحد من الأئمة الأربعة أن ينسب مذهبه إلى الإسلام، لعلمه أنه منتج بشري يعتريه الصواب والخطأ، لذلك قال الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب لذلك نسبوا المذهب إلى شخوصهم أو فعل ذلك تلاميذهم من بعدهم، فأطلقوا على المذهب الشافعي أو الحنبلي أو الحنفي أو المالكي، لذلك تكون التسمية الصحيحة للتاريخ بتاريخ المسلمين.