"شهادات من رابعة" 6.. أم مصطفى: هذه كانت تعليمات الجماعة لـ "الأخوات"
تقول "أم مصطفى" الإخوانية السابقة - التي رفضت نشر اسمها الحقيقي- في شهادتها عن اعتصام رابعة وتعليمات الجماعة للصف الإخواني وقتها: كانت تعليمات الجماعة بالاستعداد والمسارعة فى حضور الاجتماعات لمعرفة مايستجد من تعليمات مع الاكثار من العبادات والطاعات حتى ينصرنا الله وكان هناك خلط شديد بين الشأن السياسى والدين وتصوير ما يتم باعتباره حربا لاسقاط المشروع الاسلامى وبالتالى فنحن جنود الحق والدين ويجب ان نكون على استعداد دائم للبذل والتضحية، واذكر فى احد اللقاءات ان احدى الاخوات القياديات حدثتنا ان المرشد يبلغنا اننا الآن يجب ان نتعبد الى الله بعبادة (الجاهزية) وهى الاستعداد الدائم لتنفيذ ما يطلب منا سواء النزول فى مظاهرات أو الذهاب الى الاعتصامات أو غيره مع اسقاط احداث السيرة التى تعرض فيها المؤمنون للابتلاءات على واقعنا وكيف ثبت المؤمنون وكيف تخاذل البعض وتسمية ذلك بغربلة الصف المؤمن لأن النصر لا يتنزل الا على المؤمنين الصادقين.
وأضافت أم مصطفى في تصريحاتها الخاصة لـ "أمان": لم اذهب الى الاعتصام فى رابعة ولكن اذكر انه بدأ فى 28 يونية والذى بدأه ليس الاخوان وانما بعض القيادات فى الجماعة الاسلامية مثل عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وانضم اليهم غيرهم فى خطوة استباقية لعمل حشود مضادة للحشود المتوقع خروجها فى 30 يونية ولكن الاخوان لم ينضموا رسميا ويدعوا الى الانضمام للاعتصام الا بعد 3 -7 وكنت استغرب حماسة بعض قيادات التحالف من غير الاخوان لبقاء مرسى فى الحكم اكثر من الاخوان أنفسهم، وكنت اتابع على مدار الساعة البث المباشر من رابعة كما كنت استمع للاخوات اللائى يذهبن احيانا للاعتصام بشكل متقطع وكان الجميع يصور رابعة باعتبارها المدينة الفاضلة ولايتحدثون الا عن الايمانيات والمعنويات المرتفعة وكلام المشايخ والقيادات الذين يؤكدون ان النصر قادم ماكان يدفع المزيد للذهاب الى هناك والثبات على الرأى.
وعن التعليمات يوم الفض، تابعت: كانت التعليمات فى يوم الفض بالنزول للشوارع والميادين لمساندة المعتصمين وتشتيت الأمن، وهو ما استجاب له الكثيرون من عناصر الجماعة.
من ضمن المعلومات البارز التي جائت في شهادة أم مصطفى قولها: اذكر ان بعض القيادات البارزة لم نرها فى الاعتصام مثل د راغب السرجانى الذى كان ضمن حملة د مرسى ورغم انه كان ينظر لما حدث باعتباره (انقلاب) على الشرعية الا انه لم يشارك وعندما كثر سؤال الشباب عنه كتب مقال (أين أنا) الذى يوضح فيه رأيه المخالف لرأى قيادات التحالف والذى كان تعرض بعده للسب والتخوين مثل كل من يقول رأى مخالف لرأى القيادات، الغريب ايضا ان من بين القيادات التى لم تذهب لرابعة الشيخ حازم ابو اسماعيل رغم وجود (حازمون) بكثافة فى الاعتصام، وبعدما حدث الفض لم يعد الأمر بالنسبة للاخوان والتحالف مسألة شرعية أو هكذا روجوا وانما انتقل الأمر للمظلومية والمطالبة بالقصاص وكان الشحن العاطفى على أشده، جرى تصوير الفض باعتباره إبادة للاسلاميين وانهم اخذوا غيلة رغم ان الجميع كان يتوقع ان يحدث الفض خصوصا بعد البيانات المتكررة للحكومة التى تؤكد ذلك وبعد القاء كثير من المنشورات على المعتصمين مرارا وتكرارا تطالبهم بفض الاعتصام بطريقة سلمية، اذكر اننى شاهدت على الشاشة اكثر من مرة الطائرات وهى تلقى المنشورات والاعلام على المعتصمين وترسم قلوبا فى السماء لطمأنتهم اذا تراجعوا عن تحدى الدولة ومؤسساتها ولكن صفوت حجازى خرج على المنصة يهتف (مش عايزين منكم أعلام عايزين مرسى فى الميدان )، كان الأمن يطالبهم بتحكيم العقل والمغادرة وكانت القيادات تطالبهم بالثبات وان النصر قادم كما تواترت الرؤى والاحلام وتخوفهم بأنهم سيتم ملاحقة من يخرج من الاعتصام وسيتم قتلهم أو سجنهم فكان المساكين حتى من غير المنتمين للجماعات يفضلون البقاء.
واستطردت في حديثها قائلة: اذكر ايضا انه كانت هناك وساطات من بعض المشايخ تحاول اقناع القيادات بفض الاعتصام سلميا مثل الشيخ محمد حسان والمهندس خالد الزعفرانى ولكنهم تعنتوا ورفضوا، اذكر ان احد الوسطاء بعد ذلك ذكر انه أكد لقيادات الاعتصام ان الحكومة جادة فى الفض وطلب منهم حقن الدماء وصرف الناس وقال بالحرف انه لو تم فض الاعتصام بخراطيم الماء فقط سيكون هناك ضحايا بسبب التدافع ولو حدث حريق فى احدى الخيام ستكون محرقة لتلاصق الخيام وعدم توافر مواد الاطفاء.
واختتمت أم مصطفى شهادتها قائلة: بعد الفض لم يعد هناك قبول لأى صوت يلمح مجرد تلميح بوقف التصعيد وحقن ماتبقى من الدماء، كان الهتاف الأبرز (يانجيب حقهم يانموت زيهم)، من يلمح مجرد تلميح بوقف التصعيد يتم اغتياله معنويا ووضعه فى خانة الخائنين المتخاذلين الذين يريدون شق الصف حتى لو كان من القيادات الأولى أو الوسطى، وكان يتم اطلاق يد الشباب الصغير والاشادة بأى فكرة ولو مجنونة لتحدى النظام فمثلا البعض يقرر اقتحام ميدان التحرير يوم السادس من اكتوبر بينما مؤيدو 30 يونية يحتفلون، وبعض الفتيات قررن تنظيم مظاهرات مناهضة فى السابعة صباحا فيما عرف بحركة 7 الصبح مما كان سببا في القبض على عدد كبير من الشباب، وهنا اريد الاشارة الى ان قضية المعتقلين كانت من اهم الاشياء التى تتم المتاجرة بها وتصوير من يتم القبض عليهم باعتبارهم ابطال احرار والمفارقة ان بعض هؤلاء الأبطال الأحرار تم اغتيالهم معنويا ووضعهم فى خانة الأعداء عندما أعلنوا عن مراجعاتهم الفكرية فى السجون حيث جرى تخوينهم ووصل الأمر الى الاشتباك معهم واتهامهم بالعمالة للأمن رغم انهم محكوم عليهم.