حمزة بن لادن.. «التوريث على طريقة الإرهابيين»
بعد أربع سنوات كاملة من إعلان أمريكا مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، ظهر نجله الخامس عشر، أكثر المقربين لأبيه، وحرص مؤسس تنظيم "القاعدة" على تعليمه، وتأهيله، وتدريبه، وتفقيهه بالواقع، ضمن أبجديات التربية التي يعتمدها التنظيم منذ الصغر، ليكون ساعده يومًا ما، أو يصبح خليفة أبيه.
الظهور الأول لهذا الشاب الذي ظل لشهور قريبة يعد من الأطفال، جاء عبر قناة الجزيرة بثت خلال فترة الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001 شريطًا يظهر حمزة بن لادن بين مجموعة من مقاتلي طالبان في أفغانستان.
ويأتي الظهور كقائد لأول مرة في تسجيل صوتي في 2003 خرجت رسالة صوتية منسوبة إليه، نُشرت عبر أحد المواقع التابعة لـ"تنظيم القاعدة"، يحض فيها أتباع التنظيم على "إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".
وفي عام 2005 ظهر لأول مقطع مرئي له ضمن قوة من مقاتلي "طالبان" استهدفت جنودًا باكستانيين في وزيرستان (منطقة جبلية في شمال غرب باكستان).
وفي أغسطس 2015، عاود الظهور عبر رسالة صوتية نشرتها "القاعدة"، دعا فيها إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وبريطانيا وتل أبيب.
وفي مايو عام 2017، في مقطع فيديو جديد بثته مؤسسة "السحاب" التابعة لـ"تنظيم القاعدة"، اعتبر فيه العمليات التي تستهدف الغرب من أعظم القربات وأجلّ العبادات، موجهًا كثيرًا من النصائح إلى أعضاء التنظيم في العالم، يطالبهم فيها بالثأر للمسلمين في العالم، حسب تعبيره.
ليعود إلى مخبئه الذي لا يعلم عنه أحد شيئًا مرة أخرى ثم يظهر منه مع مطلع العام الحالي، وذلك من خلال كلمات صوتية عدة بثتها مؤسسة السحاب الناطقة باسم التنظيم، والذي كان يتحدث خلالها بلغة الزعيم والقائد والموجه، فخلال أكثر من إصدار صوتي، جعل محللين مطلعين يؤكدون أن الزعيم الحقيقي لتنظيم القاعدة، هو نجل بن لادن، ولم يعد للظواهري أي أدوار سوى استشارية للزعيم الإرهابي الجديد، مؤكدين عدم إعلانه رسميًا في الوقت الحالي، حتي يتم الانتهاء من ملف داعش، وكذلك لملمة عناصر وقيادات التنظيم من جديد، بالإضافة إلى أن نجل بن لادن جديد على عالم التطرف المسلح.
حمزة بدأ حياته بجانب والده في أفغانستان قبل 11 سبتمبر، حيث تعلم استخدام السلاح، وعقب اعتداءات نيويورك وواشنطن، انفصل حمزة عن أبيه، ونقل مع النساء والأطفال الآخرين إلى جلال أباد (شرق أفغانستان)، ثم إلى إيران حيث ظلوا لسنوات في الإقامة الجبرية، إلا أنه تمكن من التواصل مع أبيه بعد ذلك.
وخلال عملية اقتحام القوات الأمريكية مخبأ أسامة بن لادن، عثرت القوات على رسالة يؤكد الشاب لأبيه أنه بني من "معدن صلب كالفولاذ" وأنه ماضٍ في طريق "النصر أو الشهادة"، حسب موقع الحياة اللندنية.
واستند أغلب المحللين في تنصيبه زعيمًا للتنظيم، إلى الدعاية التي كان يروج لها من قبل وسائل الإعلام التابعة للتنظيم، حيث كانت النهاية مع ذكرى الـ16 لأحداث 11 سبتمبر من خلال وضع صورته على الأبراج بجوار صورة أبيه، وبث كلمة له، في حين تجاهل التنظيم أن يتم بث كلمة لزعيم التنظيم.
ولعل بعض المحللين يرون أن وضع نجل بن لادن على رأس التنظيم هو نهاية لكونه ليس لديه خبرة كافية بالإضافة إلى تغيير وضع المشهد الجهادي في الوقت الراهن، وهو ما يعجل بنهاية تنظيمات كبرى لديها القوة والمال والعتاد وقادة يحملون الخبرة.