لماذا يخاف الكونجرس من تصنيف الإخوان "إرهابية"؟
سيطر الغموض على موقف الكونجرس الأمريكي، بشأن جماعة الإخوان الإرهابية، وخاصة بعد الحديث فى الفترة الماضية عن مشروع قانون يقضي بتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي.
جاء هذا الصمت بعد ما شهدته لجنة الأمن القومى الأمريكي خلال الأيام الماضية، فبعد جلسة استماع منذ 10 أيام شهدت هجوما عنيفا على أنشطة الإخوان، وتأكيد ارتباطها بالأنشطة والأعمال الإرهابية، وتوصية بتصنيفها كمنظمة إرهابية، نجد تصويتا آخر يرفض تصنيفها جماعة إرهابية، وهو ما يكشف حالة الارتباك التي يشهدها الكونجرس بشأن هذا الملف.
لم يكن هذا الحديث الأول، حيث سبقها في مطلع عام 2017، حديث وسائل الإعلام الأمريكية في بداية 2017 على مشروع قرار أمريكي قريب يعتبر الإخوان منظمة إرهابية، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على بعد أيام من اتخاذ القرار، ليدخل القرار أدراج البيت الأبيض، بعد ضغوط من وزارة الخارجية الأمريكية حينها والتي كن يتزعمها ريكس تيلرسون المعروف بعلاقته بقطر.
ولعل أسباب الغموض على هذه القوانين، ترجع لقوة وسيطرة كل من قطر وتركيا على بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، والذين يلعبون بدور المدافع عن الجماعة وتحركاتها المشبوهة.
أول هؤلاء النواب البرلمانيين الأمريكيين، ديفيد برايس عضو الحزب الديمقراطى الأمريكى وعضو اللجنة المسئولة عن تخصيص المنح فى الكونجرس الأمريكى.
برايس هو أحد رجال الإخوان الأوفياء فى الكونجرس، وقد عقد النائب الأمريكى البارز عددا كبيرا من اللقاءات والاجتماعات مع قيادات الإخوان كى يكون صوتا لهم فى الكونجرس، وأهم تلك اللقاءات كانت فى يوليو 2016، حيث التقى بوفد إخوانى مكون من جمال حشمت رئيس برلمان الإخوان المزعوم الموجود فى تركيا، وعبد الموجود الدرديرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل.
"برايس" ليس وحده رجل الإخوان فى الكونجرس الأمريكى بل معه أيضا النائب الأمريكى الشهير ألان لوينثال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى، والذى يعتبره الإخوان عرابهم داخل الكونجرس كونه مسئولا عن العلاقات الخارجية الأمريكية.
وهذا الغموض الغريب، أرجعه متخصصون في شئون الحركات الإسلامية والمسلحة، إلى الأموال التي تدفعها هذه التنظيمات، من أجل شراء أصوات الأمريكان، خاصة منذ نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي يحمل كراهية بداخله للإخوان.
يقول هشام النجار الباحث في شئون الحركات المسلحة، هشام النجار، إن حالة الغموض التي يشهدها الكونجرس بشأن الموقف من جماعة الإخوان يتعلق بالرؤية الخاصة للمؤسسات الأمريكية حيال التعامل مع الجماعة.
وأضاف النجار في تصريحاته، أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنه من مصلحتها الإبقاء على الجماعة لأداء دور وظيفي تضغط به وتبتز الدول العربية، خاصة أن الأنظمة العربية القائمة تبدي ممانعة وترفض خطط واشنطن بشأن الملفات الأكثر أهمية لواشنطن خاصة مشروع صفقة القرن.
بينما قال طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، إن أمريكا ترى أنها لا تستطيع الاستغناء عن جماعة الإخوان الإرهابية، فهي تنفذ بعض مخططاتها في الشرق الأوسط من تدمير للشعوب والثقافات، بالإضافة إلى إنشاء جماعات وتنظيمات جديدة تخرج من رحم الجماعة.