الجزائر تعيد محاكمة أحد المتشددين المطرودين من فرنسا
قالت مصادر رسمية فرنسية أمس الثلاثاء إن الجزائر تعتزم إعادة محاكمة إسلامي متشدد طردته فرنسا ويشتبه بأنه كان مرشدا روحيا لمتشددين اثنين نفذا هجمات في 2015.
ونُقل جمال بغال جوا إلى الجزائر بعد أن قضى حكما بالسجن لمشاركته في محاولة تهريب متشدد جزائري بارز كان مسجونا في فرنسا، بحسب مصادر اعلام جزائرية محلية.
وأكدت مصادر رسمية لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية قال إن بغال الذي أُدين غيابيا في الجزائر بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية في 2003 سيحاكم من جديد بعد عودته للبلاد الآن.
وقال مصدر إنه قد يستفيد من قانون عفو أقرته الجزائر مع محاولتها إعادة دمج المتشددين السابقين بعد تمرد إسلامي في التسعينات.
جمال بغال، من مواليد 1966 في بلدة صغيرة بالجزائر، انتقل للعيش بفرنسا في سن الــ21، تحصل على الجنسية الفرنسية بعد أن تزوج من فتاة فرنسية، كما عرف جمال بغال بأنه من العناصر الأساسية في استقطاب الناس للانضمام إلى تنظيم القاعدة.
بدأ نشاطه الجهادي، في عام 1997، في مسجد يديره الإسلامي المتطرف عمر محمود محمد عثمان، المعروف بأبو قتادة، أحد منظري التيار السلفي الجهادي وتربطه علاقة وثيقة بزعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي قتلته قوة أمريكية خاصة في الباكستان، عقب انتقاله مع عائلته إلى بريطانيا.
انتقل إلى أفغانستان عام 2000، ثم عاد إلى فرنسا ليتم اعتقاله في العام التالي بتهمة التآمر للهجوم على السفارة الأمريكية بباريس، وقد حكم عليه حينها بالسجن 10 سنوات، إلا أن بغال تمسك ببراءته وقال انه تعرض للتعذيب أثناء التحقيق، بحسب السلطات البريطانية.
ويعتقد المحققون الفرنسيون أن بغال كان مرشدا لشريف كواشي وهو أحد شقيقين هاجما مقر صحيفة شارلي إبدو اليومية الساخرة في يناير عام 2015 وأيضا لأميدي كوليبالي الذي قتل بعد ذلك بأيام أربعة أشخاص في هجوم على متجر يهودي بالإضافة إلى شرطية.
ويحاول القضاء الفرنسي من خلال تحقيقاته إيجاد علاقة بين المسجون جمال بغال المحكوم عليه بعشر سنوات بعد إدانته بالتخطيط للاعتداء على السفارة الأميركية بباريس، ومنفذي هجمات باريس، لكن محامي البغال نفى أي صلة لموكله بهجمات ينايركانون الثاني في العاصمة الفرنسية باريس.
وكان جون لوي بروغيير، المحقق السابق في فرقة مكافحة الارهاب الفرنسية قد أكد أن بغال "رجل خطير جدا"، وقال إن الإرهاب والتطرف ظاهرة تتطور ويجب مكافحتها والتصدي لها.