لماذا تمنع ميليشيا «الحوثي» صلاة التراويح؟

لجأت جماعة الحوثي إلى نوع جديد من الإرهاب في المناطق الخاضعة لنفوذها في اليمن، عن طريق تنفيذ عمليات خطف لأئمة المساجد الممتنعين عن الدعاء لهم، وكذلك منع صلاة التراويح.

وبلغ عدد الأئمة المختطفين حتي مساء اليوم السبت أكثر من 10 في العاصمة اليمنية صنعاء وحدها، وشن عناصر الحوثي عددا من المداهمات للمساجد أثناء اداء صلاة التراويح، بعد أن نشروا تعميما عليها يفيد بضرورة الدعاء لهم في المساجد، ومنع استخدام مكبرات الصوت أثناء الصلاة، وأمرت مليشيات الحوثي خطباء المساجد في المناطق الخاضعة لها بالالتزام بالخطب الصادرة بتوجيهات منهم، مهددين بإنزال عقوبات شديدة على من يرفض تنفيذ هذه القرارات.

وبرر مليشيات الحوثي هذه التعليمات بأنها تأتي في إطار مواجهة الحرب التي يواجهونها على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وذكرت وسائل إعلام يمنية أن مليشيا الحوثي أرسلت عشرات الأطقم العسكرية إلى المساجد واختطفت العشرات من الأئمة وسط اشتباكات مع المصلين مما أدى لإحداث فوضى في بعض المساجد.

وتواصل سيارات تابعة لمليشيا الحوثي التجول في شوارع المناطق الخاضعة لنفوذها خاصة في العاصمة صنعاء وتحمل مكبرات صوت توصي بمنع استخدام مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح، كما تسعى لمنع هذه الصلاة بزعم أنها بدعة "وهابية".

يذكر أن أئمة الحوثيين والشيعة الزيدية يرون أن أداء صلاة التراويح على صورتها الحالية مخالفة لما كان عليه الصحابة وآل بيته، وفي ذلك يؤكد الشيخ جعفر الباقري أحد علماء الشيعة أن موقفِ النبي صلى الله عليه وسلم وأهلِ بيته وعلماء مدرسة أهل البيت هو عدم صلاةِ التراويح.

وأضاف في إحدى رسائله أنه ثبتُ أولاً: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يحثُّ على إخفاءِ النوافلِ في البيوت، وهذا الأمرُ يتنافى مع الإعلان بنافلة الليل في شهر رمضان من خلال أدائها جماعةً.

وزعم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤدي نافلة الليل في شهر رمضانَ وغيره منفرداً طيلةَ حياته، وأنه غضب من المصلينَ الذينَ حاولوا الالتحاق بهِ في نافلةِ شهر رمضان، وكان ينهاهم عن أدائها جماعةً، وأنَّ الكثير من علماء مدرسة الصحابة قد أقرّوا بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ التراويح في حياتهِ مطلقاً.

الجدير بالذكر أن مذهب السنة هو ثبوت صلاة التراويح جماعة وهو المتفق عليها لديهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤديها جماعة إلا أنه توقف عن ذلك لفترة خشية أن تفرض على المسلمين، وأحيا سنتها من بعده أمير المؤمنين عمر الخطاب رضي الله عنه الذي يناصبه الحوثيون العداء، ويعتبره الشيعة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه صنمي قريش.

وقد ثبتت الأدلة النبوية على أداء صلاة التراويح في جماعة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي في سننه: "إنه من قام مع الإمام حتي ينصرف كتب له قيام ليلة".