رسائل سرية تكشف جرائم الاغتصاب والتحرش داخل تنظيم "داعش"
حصل "أمان" على نص رسالة سرية بين أحد شرعي تنظيم داعش الإرهابي وزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، يعترف فيها باغتصاب الداعشيات في دواوين التنظيم الإرهابي.
وتعود الرسالة التي أرسلها أبومحمد الحسيني القرشي أحد شرعي التنظيم إلى شهر شوال 1438 هـ يعترف فيها بأن أسباب انهيار التنظيم هو انتشار الفساد والانحراف الأخلاقي بين عناصره، وذكر الشرعيّ زعيم التنظيم بعدد من الوقائع التي تعرض لها لنساء تعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب من عناصر التنظيم، والتي يبدو أن البغدادي كان على علم بها.
وأشار الرسالة إلى أن أبرز من تعرض لذلك سيدتين إحداهما "أم يوسف" أمريكية الجنسية، والثانية ربيتا فرنسية الجنسية، مشيرة أنهما خضعتا لاستجواب داخل ديوان الحسبة وتم الاعتداء عليهما جنسيا من قبل عناصر "داعش".
أم يوسف الأمريكية
وعلم "أمان" من مصادر مطلعة أنه لم يكن عمر "أم يوسف" يتخطى الـ 24عاماً، وكانت تتمتع بقدر كبير من الجمال الرشاقة، ولدت في مدينة بوسطن الأمريكية، تخرجت في جامعاتها، وتتحدر أصولها لأسرة إنجليزية، تعرفت على أحد زملائها خلال الدراسة في جامعة بوسطن وهو من المهاجرين العرب.
أشهرت إسلامها قبل زواجها بعدة شهور في 2012، وسافرت مع زوجها- المنتمي للشمال الإفريقي- إلى سوريا بعد مكثوها معه في تركيا، قبل إلتحاقهما بتنظيم "داعش" فور إعلان دولته في 2014، وإتخاذه"الموصل" عاصمة له.
وأضافت المصادر أن الزوج انتقل مع"أم يوسف" إلى العراق، والذي قتل في معارك التنظيم بمدينة الموصل العراقية، عام 2014، وظلت"أم يوسف" مع ابنها الذي لم يتجاوز الـ 3 أعوام، وشقيقه الذي لم يتعد عدة شهور بالمدينة، حتي خرجت إلى "الرقة" السورية، قبل عودتها مجدداً، إلى "الموصل" وفور وصولها للمدينة، ألقت الشرطة، التابعة لتنظيم "داعش" القبض عليها، بتهمة "التجسس" لصالح المخابرات الأمريكية، وهي التهمة التي نفتها "أم يوسف" وأن جنسيتها ليس لها علاقة لها بقصة الانضمام إلى "داعش"، أو خروجها منه.
التحرش بديوان الحسبة
وقالت المصادر أن "أم يوسف" خضعت لتحقيقات استمرت عدة أسابيع داخل ديوان "الحسبة"، وخلال تلك الفترة، تعرضت لعدة حالات تحرش بها، من عناصر التنظيم خلال استجوابها، وهي القصة التي تداولها عدد من "شرعي" التنظيم مطالبين "أبو بكر البغدادي" بالتحقيق فيها ومحاسبة المخطئين من رجاله.
واقعة "التحرش"الأولى التي تعرضت لها"أم يوسف" على يدي عناصر التنظيم، خلال نقلها من محبسها "النسائي" إلي غرفة التحقيقات، ووضع أحد عناصر التنظيم، يده علي أماكن حساسه من جسدها "النحيف" والذي تعرض للهزال، لتعرضها لعدة أزمات نفسية بعد مقتل زوجها، وهو ما أثر سلباً عليها، وأدى إلي إنقاص وزنها إلي النصف، رغم احتفاظها بجمالها، الذي أغرى عددا من أعضاء "داعش" لطلب الزواج منها، ورفضها لكل الضغوط التي تعرضت لها، وهو ما جعلها، عرضة للتحرش بها خلال التحقيق" حينما"راودها" أحد مسئولي الشرطة الإسلامية، بالسجن النسائي التي كانت تخضع له، خلال مثولها أمام ديوان" الحسبة، بعد مصارحة "عنصر" داعشي" لأم يوسف، باشتياقه إليها، وأنه بمقدوره إصدار قرار فوري" للإفراج عنها، وهو "قرار" لن يستغرق"دقائق" شرط موافقتها، وفي حالة رفضها، فهي في نظر"ديوان الحسبة" ضمن السبايا، وأن مضاجعتها تجوز"شرعاً".
إصرار "أم يوسف" وثباتها، أمام مطامع عناصر التنظيم، جعلها عرضة للاغتصاب، من قبل مسئول بالشرطة، والذي حاول إغتصابها، بعد مطالبته لحراستها بالأنصراف للأنفراد للأعتداء عليها"جنسياً"وكان صراخها هو السلاح الذي أنقذها.
بيتا "امرأة" فرنسية
السيدة الثانية هي "بيتا" الفرنسية، وأكدت المصادر أن عمرها وقت الأحداث كان 25 عاماً، وخلال تواجدها بسجن"منبج" السوري، تعرض لاعتداء جنسي صريح، من أحد المسئولين عن تأمين حراسة السجن، والذي تسلل ليلاً إلي محبس"بيتا" بحجة إعادة استجوابها من التهم المنسوبة إليها، وكان منها رفض إطاعة الأوامر التي يصدرها التنظيم.
وأكدت المصادر أنه رغم سماع حراس السجن استغاثتة "بيتا" إلا أنه لم يستجب أحد لها، حتى إن قصتها وصلت إلي"الخليفة" أبو بكر البغدادي، عبر الشكاوي العديدة التي تلقاها في هذا الشأن، للتحقيق مع مسئولي السجن فيما هو منسوب إليهم، ولكنه لم يستجب أيضا، مما دفع شرعي "تنظيم"داعش" السابق بمدينة منيبج، إلى مخاطبة قادة السجن بضرورة الإفراج عنها، مع وضعها بإحدى المصحات، التابعة للتنظيم وقتها، وإخضاعها للعلاج النفسي، لعلاجها من الصدمة النفسية التي تعرضت لها جراء حالة الاغتصاب.
وثائق التحرش بالأطفال
وكان عدد من وسائل الإعلام قد نشر وثائق في نهاية العام الماضي من مقرات التنظيم، بعد خروجه من المدن السورية التي سبق واستولى عليها خلال إعلان دولته، تؤكد تورط عدد من عناصر التنظيم في وقائع تحرش بالأطفال، ومنها اتهام المدعو شوقي صلاح مصطفى "أبو همام"، والذي تم ضبطه بتهمة التحرش بالأطفال، وتقديمه للمحاكمة، بعد ضبطه على يدي قوات الشرطة الإسلامية، والتي ألقت القبض عليه ومحاكمته في 28 رمضان 1435 هجرياً، بعد تحذيره من قبل _وفق الوثيقة_ بالأقلاع عن تحرشه الدائم بالأطفال.