وكيل أوقاف جنوب سيناء: الأئمة خط الدفاع الأول ضد الفكر المتطرف.. «حوار»
أئمتنا لديهم لمحة عسكرية وحس أمني
أئمة جنوب سيناء يقومون بدور وطني.. ولهم مميزات خاصة
قال الشيخ إسماعيل الراوي، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة جنوب سيناء، إن وزارة الأوقاف لديها جنود في محافظة جنوب سيناء تثق فيهم كل الثقة، وأئمة جنوب سيناء خط الدفاع الأول ضد أى فكر متطرف أو إرهاب أو تيارات أخرى، مضيفًا، نعم نحن قادرون على حماية الوطن العظيم من أى تيارات مسمومة.
وأضاف الراوي في حواره مع «أمان»، أن الأئمة دورهم كدور رجال القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن فهم يقفون بالمرصاد ضد أي فكر متطرف وقادرون على مواجهته والتصدي له بالفكر والعلم، مشيرًا إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع الزمان والمكان.
وإلى نص الحوار:
كيف يساند أئمة الأوقاف بجنوب سيناء القوات المساحة ؟
المحافظات الحدودية، واقعها مختلف عن غيرها فلابد أن يكون لديهم لمحة عسكرية، ويتميزون بالحس الأمني، بالإضافة إلي قدرتهم على التعامل مع كل الفئات بداية من البدو وصولا إلى الأجانب بمختلف اللغات، والإمام في المحافظات الحدودية لابد أن يدرس كيف يتعامل مع كل الطبقات باختلاف الفوارق، بالإضافة إلى الجانب الدعوي وعلمه بالمسائل الدينية والفقهية، ولابد أن يتحدث بوعي كامل، بالنسبة لمساندة القوات المسلحة، فالدعوة هي السد المنيع لأي اعتداء فكري على المكان، والائمة هم الخط الأول أيضا في تعليم المجمع، ولدينا أيضا بجنوب سيناء المدارس القرآنية، ولا يقتصر دورها على تحفيظ القرآن فقط ولكن نبين مكارم الاخلاق ومعني الدين، كيفية الرد على الفكر الآخر المتطرف الذي يستقطب الشباب فلابد للإمام أن يكون لديه الفكر المواجهة للتطرف، فضلا عن تأكيدات وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بأن هناك ميزات خاصة للأئمة المتميزين الراغبين في العمل بمحافظة شمال سيناء وكذلك من يجتاز اختبارات الأئمة المتميزين من الأئمة الذين يعملون حاليا بمحافظة شمال سيناء، تقديرا للدور الدعوي والوطني الذي يقومون به بالتزامن مع العملية الشاملة، ونعرف جيدًا أن الإمام العالم المثقف فى حقيقته لديه أمل طموح وعزيمة وإرادة حرة وعقل رحيب واسع الأفق شديد الشغف بالمعرفة، وشديد الاعتزاز بذاته شديد الثقة بنفسه وبمقدرته على الإنجاز وأئمة جنوب سيناء خط الدفاع الأول ضد أى فكر متطرف أو إرهاب أو تيارات أخرى، نعم نحن قادرون إن شاء الله من البوابة الشرقية سيناء الحبيبة على حماية الوطن العظيم من أى تيارات مسمومة.
أين تكمن خطورة التطرف؟
التطرف الفكري خطر داهم ليس على أمتنا فقط ولكن على أمن وسلام البشرية كلها، ولابد من اصطفاف الجميع لمواجهة هذا الخطر لأنه نار تحرق حتي موقديها وسينفجر يومًا ما في وجه كل من يصنعه، والإرهاب لا دين له ولا خلق ولا قيم ولا عهد لأصحابه، الذين تجردوا من كل القيم الدينية والاخلاقية والإنسانية وصاروا مسخا لا علاقة لهم بالأديان فتارة يفجرون كنائس وتارة أخرى يفجرون مساجد وهذا أكبر دليل على أن هؤلاء الشرذمة لا دين لهم ولا وطن، والدين الإسلامي وكل الشرائع السماوية تنبذ الإرهاب والتطرف ويلزمنا الإسلام بالتصدي لهم وتطهير الأرض منهم.
وما حدث مؤخرا من عمليات إرهابية تتنافى مع كل الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية فلم نقرأ على مر التاريخ أن ديانة من الديانات أو شريعة من الشرائع أمرت بقتل أو ترويع المصلين حتى وإن كان دينًا وضعيًا وعلى مر العصور لم نقرأ أن أحدًا قتل من يصلي في معبده أو يتعبد في صومعته وجاء الإسلام مؤكدًا هذا المعنى، والمتطرف خرج عن المسار الطبيعي للحياة وأصبح عضوًا فاسدًا يجب بتره لأنه يفسد ولا يصلح ذلك حكم الله لقوله تعالي «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم».
ما الذي يجب أن يتجدد في الخطاب الديني الآن؟
الخطاب الديني من أهم القضايا التي تسهم في تشكيل وعي المجتمع دينيا وفهم الإسلام من ينابيعه والإقدام على التجديد في القضايا الفقهية والنظر في المستجدات العصرية وفي بعض القضايا القابلة للاجتهاد يحتاج إلى رؤية ودراية وفهم عميق وحسن تقدير للأمور في آن واحد، فمجال الاجتهاد هو كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي فإننا نؤمن بالرأي والرأي الآخر وبامكانية تعدد الصواب في بعض القضايا الخلافية.
الذي ينبغي أن يتغير هو أسلوب الخطاب ليواكب الزمان والمكان ويراعي حال المخاطبين من قوة أو ضعف من مجتمع مثقف لمجتمع جاهل فالرسول يقول إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها فالتجديد ليس تجديدًا للدين كما يفهمه البعض أو تجديدًا لقواعد الدين ومبادئه ولكنه تجديد في الفكر فالفكر يتغير والحياة تجدد وتتطور.
هل أئمة شرم الشيخ يخضعون لاختبارات إضافية عن غيرهم؟
الأئمة على مستوى محافظات الجمهورية يمرون بعدة اختبارات منها ويتم الانتقاء فيما بينهم من خريجي اللغات والترجمة لمحافظة جنوب سيناء.
هل يوجد تعاون بين محافظة شمال سيناء وجنوبها؟
كان هناك دائما تعاون من خلال إرسال القوافل الدعوية من جنوب سيناء إلى شمالها ولكن الآن القوافل تنطلق من وزارة الأوقاف إلى كل المحافظات.
وماذا عن نشاط المركز الثقافي العالمي بمدينة شرم الشيخ حاليا؟
مسجد الصحابة التابع له المركز أصبح يعتبر قلعة علمية كبيرة جدا في المدينة السياحية وأصبح مزارا سياحيا، وبدأ العالم يستمع لترجمة الخطبة، التي يحضرها الأجانب، وهدف المركز الأول هو التقارب بين الأديان، حيث يمكن من خلاله التواصل مع المراكز الثقافية بجميع دول العالم كأن يتواصل الشخص العربي أو الأجنبي من بلاده مع المركز بشرم الشيخ للاستفسار عن أي سؤال أو معلومة، ويتواصل المركز مع العالم عن طريق الفيديو كونفرانس، كما يوجد 6 مشايخ يتحدثون 6 لغات مختلفة، ويضم قاعدة بيانات ضخمة تضم جميع المراكز الثقافية على مستوى العالم، وينظم المركز دورات تدريبية للمشايخ والدعاة بالمركز لإمدادهم بثقافة الحوار مع الديانات الأخرى، وكيفية الوصول للمواطن المسلم وأهمية التعايش مع الجميع، وكذلك دورات تدريبية لتعليم اللغات الأجنبية للمواطنين دون مقابل، ويتيح إمكانية إشهار الإسلام قبل المجئ للقاهرة لمن يرغب في إشهار إسلامه رسميًا بمشيخة الأزهر.
كم عدد الأجانب الذين اشهروا إسلامهم في المركز؟
نحو 30 شخصا.
هل يوجد تواصل بين الأزهر وأوقاف جنوب سيناء؟
نحن جميعًا أبناء الأزهر، ونتعاون من خلال المعاهد الأزهرية لسد عجز الأئمة من خلال واعظي الأزهر فنحن مشتركين في الدعوة وصعود المنبر ولا يصعد المنبر في محافظة جنوب سيناء إلا إمام الاوقاف أو واعظين وخطباء الأزهر.
كيف عملت وزارة الأوقاف على تنمية دور المرأة في جنوب سيناء؟
يوجد بروتوكول تعاون من المجلس القومي لمساعدة السيدات في القرى والوديان وهناك حملات طرق الأبواب من بعض السيدات الواعظات والمحفظات لتوعية المرأة.