أيمن عبدالغني يقود الجناح المسلح لـ«الإخوان».. ويحيى موسى يشرف على «حسم»
اتخاذ «المنطقة الغربية» مركزًا لتكون العناصر التكفيرية قريبة من تنظيم «فجر ليبيا» بهدف توفير الدعم اللازم
طرحت الجماعة ما يسمى بـ«المقاومة الإيجابية» أو النوعية بعد أن أسقطها الشعب فى ٣٠ يونيو، وبدأت اعتماد المبدأ الفقهى «دفع الصائل»، التى تعتمد فيه على أن تكون أدوات الرد مفتوحة، واتخذت لأفعالها الإرهابية غطاءً تحت مسمى «المسار الثورى»، و«تعطيل أجهزة الدولة ومؤسساتها»، وإقرار أهمية تحول الجماعة لاستخدام العنف كخيار استراتيجى.
وأنشأت الجماعة عام ٢٠١٥ مجموعتى «حسم»، و«لواء الثورة»، وهنا ظهر الإرهابى «يحيى موسى» على سطح الأحداث، طالب الماجستير، الذى أجبرت الجماعة أثناء حكمها، وزارة الصحة على تعيينه مستشارًا لها، فى نوفمبر ٢٠١٢، رغم أنه كان طبيبًا صغيرًا يفتتح عيادة بالمقطم لعلاج أمراض المفاصل والعمود الفقرى.
«موسى»، كان شاهد عيان على أحداث الحرس الجمهورى، التى وقعت عقب اندلاع ثورة يونيو، والإطاحة بمحمد مرسى، وزعم وقتها أن قوات الأمن تخلصت من أعضاء الجماعة الإرهابية بالغاز، وذلك خلال مداخلة هاتفية مع التليفزيون المصرى، وعقب ذلك تم عزله من منصبه فى الوزارة، وبعدها فر هاربًا إلى قطر، ثم إلى تركيا عقب تكليفه بالإشراف على مجموعة «لواء الثورة» الإرهابية.
استراتيجية «الحراك المسلح» اتخذت نفس الهيكل التنظيمى لـ«الحرس الثورى»
المتهمون فى اغتيال النائب العام، اعترفوا بأنه فى غضون شهر يونيو ٢٠١٦، أعيدت هيكلة مجموعات العمل النوعى التابعة لجماعة الإخوان فى هيكل تنظيمى جديد تحت مسمى «حركة سواعد مصر – حسم»، و«لواء الثورة»، وأن رؤية تلك الحركة ترتكز على ٣ مراحل، أولاها، تأهيل عناصر مجموعات العمل النوعى وتدريبها خارج البلاد، وثانيتها، تشكيل تيار سياسى معلن من القوى السياسية لإحداث حالة من الحشد الشعبى ليؤدى إلى ثورة شعبية تصل إلى إسقاط النظام الحاكم، وثالثتها، السيطرة الأمنية والإدارية على إحدى مناطق الجمهورية، واتخاذها مركزًا للمواجهة العسكرية مع قوات النظام الحاكم، إذ تم تحديد «المنطقة الغربية» لاقترابها من دولة ليبيا، ومن خلالها يمكن التواصل مع قوات تنظيم «فجر ليبيا الإخوانية» لتوفير الدعم اللازم.
وتم تكليف الهارب لتركيا أيضًا «علاء على السماحى»، عضو التنظيم بكفر الزيات فى الغربية، بقيادة حركة «حسم»، و«يحيى موسى» بقيادة «لواء الثورة»، وهذين الجناحين يشرف عليهما ويديرهما «أيمن عبدالغنى»، زوج ابنة خيرت الشاطر.
الأهم أن الجماعة بكامل تياراتها، وصنوفها، أقرت بما جرى، وأعطت فرصة للمقتول «محمد كمال» وفريقه، أن يُكملوا استراتيجيتهم مع النظام، فلما شعروا بفشل الخطة، ظهر «محمود عزت»، وبدأت التموجات حول الاستراتيجيات بين الفريقين، وحول قضايا عديدة أهمها شكل إدارة الجماعة ولوائحها والقيادات القديمة ومسئوليتها.
القيادى الإرهابى «على بطيخ»، هو من أعد استراتيجية العمل النوعى المسلح، ووضع خطة أطلق عليها مسمى «القيادة العامة للجان الحراك المسلح»، أخذت نفس الهيكل التنظيمى للحرس الثورى الإيرانى وطبقته حرفيًا، وكان فيها دورات تدريبية، فى تصنيع المتفجرات، والتعامل مع المحققين، وتكنولوجيا المعلومات، مثل «التزوير، الطباعة، التنكر، المونتاج، ومقاومة التحقيقات»، وقسمت مصر لعدة قطاعات جغرافية رئيسية تتكون من مجموعة من الوحدات، والخطوط العملياتية وتضم عناصر حركية تختص بـ«الرصد، التنفيذ، التصنيع، التنكر»، وتم تقسيم الجناح المسلح الإخوانى وفق هذه الاستراتيجية إلى «عمل جماهيرى - عمل دعوى واستقطابى - عمل نوعى».
الضربات الأمنية عجَّلت بإنهاء الحركة بعد تفكيك غرفها النوعية
خطة العمل المسلح كانت ترتكز على «مجموعات (إسناد حراك شعبى قوى)- وذلك لو حدثت مظاهرات- ومجموعات (تيارات المواجهة)، التى ستقوم بعمليات متعددة ضد أفراد الجيش والشرطة المصرية، واغتيال القضاة، وضباط قطاع الأمن الوطنى، ثم عمل بيانات إعلامية بمسميات متعددة، ودعم حركات أخرى مثل (داعش سيناء) بهدف إظهار الدولة المصرية فى صورة ضعيفة، ثم مجموعات (حسم المناطق)، أى السيطرة على منطقة فى صعيد مصر، ثم التوسع شمالًا».
الأخطر فى الهيكل التنظيمى للعمل المسلح، مجموعات «حسم»، إذ تنقسم إلى قسم فى الشمال، وآخر فى الجنوب، وقسم مركزى بالقاهرة وضواحيها. أما مجموعاتها، فتنقسم إلى العمل النوعى المبتدئ، ومجموعات العمل النوعى الحر، ومجموعات العمل النوعى الخاص، والأخيرة مسئولها هو «أحمد عاطف عمار».
عقب الضربات التى تلقتها «لواء الثورة»، التى كانت تضطلع بدور التركيز على اغتيال القضاة والشخصيات العامة، تم الدمج بينها و«حسم»، وأصبح الإرهابى «يحيى موسى» يشرف على كلتا المجموعتين، وتم تكليف محمد عبد الرءوف واسمه الحركى «الدكتور» بقيادة مجموعات «حسم» النوعية، فى الداخل المصرى، وتلقى الأوامر التى تأتيه من التنفيذى لـ«يحيى»، وهو علاء السماحى. وتتكون «حسم» من مجموعة من الغرف، كل واحدة منها، تتكون من ٣ وحدات، كل وحدة تتكون من ٣ خطوط، وكل خط يتكون من مجموعات للرصد، وتصنيع المتفجرات والتنفيذ، وهذه هى الصعوبة التى تواجه الأجهزة الأمنية لملاحقتها، إذ إن هذه الغرف تتشكل عبر مواقع التواصل، ولا يقبلون بها أى عنصر إلا بتزكية من عضو إخوانى.
وخطة «حسم» عبارة عن ثلاث مراحل، أولاها، تأهيل عناصر مجموعات العمل النوعى وتدريبها خارج البلاد، وثانيتها، تشكيل تيار سياسى معلن من القوى السياسية الرافضة لما سموه «الانقلاب العسكرى» لإحداث حالة من الحشد الشعبى يؤدى إلى ثورة شعبية تصل إلى إسقاط النظام الحاكم، وثالثتها، السيطرة الأمنية والإدارية على إحدى مناطق الجمهورية. الضربات الأمنية عجلت بانتهاء حسم، وكان آخرها تلك الخلية المكونة من ١٣ عنصرًا، قُتل ٣ منهم، وألقى القبض على ١٠، من أهم المجموعات النوعية، التى يشرف عليها الثلاثى الإرهابى، أيمن عبدالغنى كقائد عام، ويحيى موسى، وعلاء على السماحى.