«تهنئة الأقباط»| داعش والقاعدة يحرمانها ويطالبان بقتالهم.. «الإفتاء»: بر وإحسان
حرم تنظيما داعش والقاعدة الإرهابيين، تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واعتبراها مخالفة للدين، بل هددا باستهداف أعياد الميلاد وتجمعاتها.
ونشر "تنظيم قاعدة الجهاد"، فتوى لـ"بن تيمية" جاء فيها: "لايحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء، مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة، وغير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة".
وأضاف: "بالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم. وأما إذا أصابه المسلمون قصدا فقد كره ذلك طوائف من السلف والخلف".
هذا في الوقت الذي نشرت فيه حسابات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، تحريضات جديدة على أعياد الميلاد، داعيةً ما وصفتهم بـ"الذئاب المنفردة" بمهاجمة الاحتفالات في جميع دول العالم.
وكان التنظيم الإرهابي، نشر مطلع الشهر الجاري، ملصقًا يسخر فيه من الحواجز الأمنية والاحتياطات التي أعدتها الشرطة فى الميادين وأمام الأسواق بدول أوروبا لمنع مرور المركبات أو مهاجمتها لأعياد الميلاد لتكرار حادث برلين 2016.
وجاء فى التهديد: "إذا وضعتم الحواجز أمام السيارات وفى الأسواق. فإنكم لن تمنعونا من الدخول سيرًا على الأقدام".
يشار إلى أن داعش تبنى عملية "دهس" بأحد أسواق أعياد الميلاد فى مدينة برلين، وسط ألمانيا، فى 19 ديسمبر 2016، أدت إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 48 آخرين. وخرج التنظيم بعدها بأيام، معلنًا أن أحد أعضائه التوانسة "أنيس العامري"، نفذ العملية. ونشرت مجلة ألمانية، في 15 أبريل الماضي 2017، إن التونسي الذي قتل 12 شخصًا بشاحنة في سوق لهدايا عيد الميلاد في برلين تلقى أوامر مباشرة من تنظيم "داعش".
ومنذ بداية شهر نوفمبر الماضي، أطلق التنظيم سيلا من التهديدات بشن هجمات إرهابية بدولة الفاتيكان فى احتفالات عيد الميلاد المقررة خلال أيام. ونشرت مجموعة إعلامية، تباعة للتنظيم الإرهابي، ملصقًا جديدًا يوضح الهجوم على المصلين، وقطع رأس البابا فرانسيس.
وكانت مؤسسة "الوفاء" الإعلامية، التابعة للتنظيم الإرهابي، نشرت قبل عدة أيام، ملصقًا يصور الهجوم، حيث يظهر شخص ملثم داخل سيارة يتربص بـ"الفاتيكان"، وعنونها بـ"أعياد الدم".
وهدد التنظيم في شهر أغسطس الماضي أيضًا، بقتل "فرنسيس"، بابا الفاتيكان. ونشر مقطع فيديو، تم تصويره في الفلبين، يُظهر أنصار التنظيم وهم يمزقون صورة البابا فرنسيس والبابا بنديكت السادس عشر، ويكسرون الصليب ويدمرون تماثيل المسيح والسيدة العذراء.
من جهة أخرى، دعت دار الإفتاء إلى تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، واعتبرت ذلك من باب "البر" الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية الغراء.
وقالت الدار في فتوى- نشرها الموقع الرسمي، أمس- جاءت ردًا على فتاوى المتشددين التى تحرم تهنئة الأقباط وغير المسلمين فى أعيادهم: أنه يجوز شرعًا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم باعتباره من باب "البر" الذى تأمرنا به الشريعة الإسلامية.
وأضافت دار الإفتاء في فتواها: "هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق، مذكرة بقوله تعالي: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، وقوله تعالى أيضًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾.
وذكرت الفتوى : إن أهم مستند اعتمدت عليه هو النص القرآني الصريح الذي يؤكد أن الله تبارك وتعالى لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، وهو قوله تعالى:﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.
وفيما يخص الإهداء وقبول الهدايا من غير المسلم، ذكرت الدار: "جائز أيضًا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدايا من غير المسلمين ، حيث ورد عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: "أهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه، وأهدى له قيصر فقبل، وأهدت له الملوك فقبل منها".
واختتمت الفتوى: "أن علماء الإسلام قد فهموا من هذه الأحاديث أن قبول هدية غير المسلم ليست فقط مشروعة أو مستحبة؛ لأنها من باب الإحسان، وإنما لأنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، مؤكدة على حاجتنا الشديدة لنشر المزيد من المودة والرحمة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين لمواجهة محاولات ومؤامرات نشر الفتن".