«الأمم المتحدة» تعلن 2026 عامًا دوليًا للمراعى والرعاة
أعلنت الأمم المتحدة سنة 2026 السنة الدولية للمراعي والرعاة، ما يدل على الدور الهام الذي تؤديه المراعي السليمة في تهيئة بيئة مستدامة وخلق النمو الاقتصادي وإيجاد سبل عيش تتسم بالقدرة على الصمود بالنسبة إلى المجتمعات المحلية في مختلف ربوع العالم.
وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في جلستها العامة المعقودة في 28 2022، القرار الذي طرحته وتولت قيادته منغوليا، وحظي بتأييد 60 من الدول الأعضاء التي تمثل جميع أقاليم العالم.
وتسعى السنة الدولية للمراعي والرعاة إلى رفع مستوى الوعي بقيمة المراعي السليمة والرعي المستدام والدفاع عن ذلك، وكذلك إلى الدعوة إلى ضرورة مواصلة بناء القدرات وزيادة الاستثمارات المسئولة في قطاع الثروة الحيوانية الرعوية.
وهذا يشمل ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، وتحسين النظم الإيكولوجية أو إصلاحها، والوصول المنصف إلى الأسواق، وصحة الحيوانات وتربيتها، وستتولى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بوصفها الوكالة الرائدة، الاحتفاء بالسنة الدولية للمراعي والرعاة.
وترتبط المراعي والرعي بتنوع النظم الإيكولوجية والثقافات والهويات والمعارف التقليدية والتجارب التاريخية التي تتعايش مع الطبيعة، وتدعم المراعي سبل عيش الملايين من الأشخاص حول العالم وأمنهم الغذائي، وتنطوي على الكثير من المنافع، ليس فقط بالنسبة إلى الرعاة، وإنما أيضًا بالنسبة إلى المجتمعات الأخرى من خلال صون التنوع البيولوجي، واحتجاز الكربون، وتوفير المياه النظيفة. ويستفيد الرعاة، باستخدام التنقل الاستراتيجي الموسمي، أقصى استفادة من البيئة المتغيرة.
ولكن موجات الجفاف والفيضانات وتدهور النظم الإيكولوجية والأمراض الحيوانية والضغط على الأراضي وتقلّب المناخ بشكل متزايد كلّها مسائل تؤدي إلى تقويض الإنتاجية الاقتصادية للمراعي والرعي، ما قد يهدد بتفاقم الفقر في المناطق الريفية بسبب فقدان الأصول الإنتاجية للرعاة.
وتتمتع المراعي المنتجة والرعي المنتج بإمكانات كبيرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتتيح السنة الدولية للمراعي والرعاة فرصة لرفع مستوى الوعي الدولي بهذه القضايا ذات الاهتمام العالمي.
ستتولى المنظمة، بالتعاون مع شركائها في الأوساط الحكومية والمجتمع المدني والأوساط العلمية، تنفيذ مجموعة من الأنشطة المرتبطة بالسنة الدولية للمراعي والرعاة، بهدف رفع مستوى الوعي بهذه المبادرة ومدى أهمية الإدارة المستدامة للمراعي والرعي ومساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة.
وسيشجَّع أعضاء المنظمة على بناء قدرات قطاع الثروة الحيوانية الرعوية وتخصيص المزيد من الاستثمارات المسؤولة فيه، بما يشمل كذلك ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي بهدف الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة القدرة على التكيّف، وصون التنوع البيولوجي وتعزيزه في المراعي.
وتساهم المنظمة في التصدي لبعض هذه التحديات بفضل العمل الذي تضطلع به في مجالات الإدارة المستدامة للمراعي، والحوكمة، وإعداد البيانات والمعارف، ودعم مبادرات المناصرة والدعوة التي يأخذ بزمامها الرعاة.
وتقوم المنظمة بإعداد المعارف والأدوات والخطوط التوجيهية وتعزيز تنفيذها، بما في ذلك الخطوط التوجيهية الفنية لتحسين حوكمة الأراضي الرعوية، والخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي، ومشروع التقييم التشاركي لتدهور الأراضي والإدارة المستدامة للأراضي في نظم المراعي والرعي. ويعمل مركز معارف الرعويين التابع للمنظمة كمستودع للمعارف التقنية عن الرعي وسبل عيش الرعاة، وكمنتدى محايد لتبادل الأفكار وإقامة التحالفات بين الرعاة وأصحاب المصلحة العاملين بشأن قضايا الرعاة.
وتقوم المنظمة، في معرض سعيها إلى التصدي للأمراض الحيوانية، بالنهوض بالوقاية من طاعون المجترات الصغيرة، المعروف أيضًا بطاعون الأغنام والماعز، ومكافحته والقضاء عليه، وذلك بهدف القضاء التام على هذا المرض المعدي جدًا كما حدث بالنسبة إلى طاعون البقر في عام 2011. كما تسعى المنظمة وشركاؤها، من خلال دعم نهج صحة واحدة، إلى تعزيز قدرات البلدان في مجالي الطب البيطري والرصد.