«شئون اللاجئين» بالإسكندرية تنظم تدريبا لـ25 لاجئا يمنيًا (صور)
على مر التاريخ فإن مصر من أكثر الدول المستضيفة للأشقاء العرب من الدول العربية المجاورة نظرا لتعرض تلك الدول للحروب أو الظروف الاقتصادية التي جعلت حياة الأشخاص في بلادهم الأصلية غير آمنه، ليهرب هؤلاء طمعا في بدء حياة جديدة لهم تملأها الأمن والأمان.
ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، نظمت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تدريب لـ 25 لاجئا من دولة اليمن الشقيق على مدار أكثر من 100 ساعة تدريبية في خلال مدة زمنية 5 أشهر تجمع بين التدريب النظري والعملي.
قال علي منسي، مستشار اقتصادي، ومتطوع لتدريب اللاجئين، إن مصر من أكثر الدول المستضيفة لأشقائنا من الدول المجاورة التي تعاني من عدم استقرار للحياة نظرا لعوامل متداخلة مختلفة، حيث يكون أول الخيارات لديهم هي اللجوء للإقامة في مصر أملا في استئناف حياة جديدة لهم ولأسرهم.
ودعما من المفوضية ومساعدتهم في تحقيق حياة كريمة للاجئين، تابع منسي، أن هذا التدريب هدفه هو تقديم الدعم المباشر للاجئين، حيث تم اختيار لاجئين لتلقي التدريب بعد مراحل تقييم كثيرة، وكان من أهم معايير الاختيار أن يتمتع الشخص بالثقة بالنفس، وأن يكون لديه القدرة والرغبة في تغيير حياته إلى الأفضل وأن يتحول من مجرد إنسان مستهلك إلى آخر منتج يضيف للمجتمع المحيط به.
واستكمل أن محتوى التدريب تضمن التركيز على أهمية التطوير الذاتي، وصنع العلامة الذاتية المميزة للشخص، واكتساب الثقة ومهارات بيع الذات والأفكار للآخرين في سياق العمل والمجتمع، واقتصاديات السوق ودراسة سلوك المستهلك وتحليل معطيات العرض والطلب والمحددات الاقتصادية لأسواق السلع والخدمات واقتصاديات العمل والإنتاج.
وتضمن التدريب أيضا أهمية التفكير التحليلى وكيفيه وضع الخطة الاستراتيجية، وعمل تحليلات داخلية وخارجية طويلة الأجل ومتوسطة الأجل، وكيفية تكوين شبكات وقنوات تواصل مؤثرة واكتساب الثقة والمشاركة الفعالة في التعلم الجمعي مع كيفية عرض الفكرة وتحليل التكاليف والأرباح وإدارة المخاطر المختلفة.
أوضح منسي، أن ما لاحظناه في التعامل مع اللاجئين أن الأمر في بدايته كان غريبا عليهم وكان لديهم تخوفات من أنفسهم وهل لديهم القدرة على الاستمرار أم لا، وكسر كل تلك التخوفات هي كانت الهدف الرئيسي للتدريب، ليكون كل تغيير في حياة أي فرد من مجموعة التدريب ينعكس على المجموعة المحيطة به.
وأوضح أن هذا ما لمسناه من خلال مشروعاتهم المبتكرة بتفكيرهم في نهاية التدريب، والتي كان أبرزها مشروعات صغيرة عن الصناعات اليدوية ذات الطابع اليمني، أو تنفيذ أشهر المأكولات اليمنية وبيعها، أو مشروع موقع إلكتروني للبيع والشراء وغيره، لخلق سوق تجاري جديد مستضيف على السوق المصري، كما فعل اللاجئين السوريين عندما استقروا في مصر.
في ذات السياق تابع، أن هذا التدريب سيستمر مع مجموعات مختلفة من اللاجئين من جنسيات مختلفة، لتبني قدراتهم التشغيلية وتوجيهها في المسار الصحيح حتى نغير مفهوم أن تلقي المساعدات يكون عن طريق المعونات المادية او المالية، ولكن بتغيير التفكير الحياتي يكون ذلك سبيل لتقديم مساعدات فارقة في تغيير مسار حياتهم.
