حكم الشرع في اعتراض الأبناء على زواج الأبوين بعد موت أحدهما
قال الشيخ مكرم عبد اللطيف، الداعية بوزارة الأوقاف، للأسف الشديد تعرض علينا مظاهر العقوق من الأبناء والبنات لأبائهم وأمهاتهم بسبب تعنت وظلم وطغيان الأولاد ووقوفهم واعتراضهم على زواج الأب أوالام بعد الفراق سواء كان بالموت أو الطلاق، وكأن من يريد أو تريد الزواج أو مجرد التفكير فى هذا الأمر ارتكب جريمة وقال منكرا من القول وزورا.
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر "فيسبوك" يقول: ما حكم اعتراض الأبناء على زواج الأبوين بعد موت أحدهما؟ أقول لهؤلاء الأبناء ذكورا واناثا، "اتقوا الله اتقوا الله اتقواالله"، فإذا رأيتم أو شعرتم بحاجتهم لهذا بل اعرضوا عليهم وألحوا فى هذا فليس البر أن تطعمنى وتسقينى أو تحسن معاملتى وتقبل يدى صباح مساء وتذهب بى الى أماكن التنزه وبلاد الحرمين الشريفين للحج والعمرة وتقول أنا أعمل معى والدى مالا يعمله غيرى وفوق مايجب على، وأقول لك جزاك الله خيرا وهذاشىء طيب.
وتابع الشيخ عبد اللطيف: لكن أعلموأ أن هناك اشياء فطرية وغريزية فطر الله الانسان عليها لايمكن أبدا أن يستغنى عنها بأى متعة من متع الدنيا حاجة الرجل للمرأة و حاجة المرأة للرجل حيث قال الله تعالى: (هن لباس لكم وانتم لباس لهن)، وليس لأحد أن يعترض من الأولاد لا على زواج الأم بعد طلاقها أو وفاة زوجها أو العكس بالنسبة للأب.
وأكمل مكرم: فاختاروا الزوجة للأب أو الزوج للأم خاصة فى ظل هذه الفتن والظروف الحياتية الصعبة ويزداد الأمر وجوبا اذا كان الأبناء متزوجين ويحتاج الوالدأو الوالدة الى رعاية لكبرسنهما فلايمكن أبدا أن تكون البنت أو زوجة الابن مثل الزوجة فى الرعاية وعدم الحرج خاصة عند كشف العورة ولأهمية هذا الأمر قال رسول الله صل الله عليه وسلم(احفظ عورتك الامن زوجتك وماملكت يمينك).
وناشدهم بعدم ظلمهم قائًلا:" فاياكم والسير وراء عادات المجتمع الظالمة ففي كثير من الأحيان تشكل العادات الاجتماعية البعيدة عن شرع الله تعالى حاجزا أمام أمر أباحه الله تعالى وجعله حلالا, فنقع بقصد أو بغير قصد ضمن تحريم ما أحل الله تعالى, قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }, وقد نزلت في أناس حرموا ما أحل الله تعالى لهم حتى قال بعضهم : لا أتزوج النساء كما ذكر ابن كثير, فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي).