على جمعة: إماطة الأذى عن طريق الناس من درجات الإيمان
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن أدنى شعب الإيمان في الحديث الشريف، إماطة الأذى عن طريق الناس"، وانظر إلى هذا التوافق بين أعلى الشعب وبين أدناها، فإن الله سبحانه وتعالى في عليائه يأمرنا بالخير، وينهانا عن الشر، ويربط أفعالنا بالإيمان به، وإماطة الأذى عن طريق الناس خير يتعدى إلى الآخرين في نفسه، ولكنه يلزم منه شيء مسكوت عنه، وهو في قوة المصرح به.
وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قائلًا: «الإنسان لا يضع الأذى في طريق الناس، حيث إنه مأمور أن يزيل ذلك الأذى إذا ما وجده، فما بالك أن يكون سببًا في وضعه، وإماطة الأذى عن طريق الناس، والامتناع عن وضع الأذى في طريق الناس قد يتعلق بالأفراد، وهو حينئذ من مكارم الأخلاق، ولكنه أيضًا قد يتعلق بالمفاهيم الإنسانية».
وأشار إلى أن إماطة الأذى عن طريق الناس وعدم وضع الأذى في طريق الناس بالتالي، قد يتعلق بالأمم ولذلك لم نر في تاريخ المسلمين تميزًا عنصريًا، ولم نر في تاريخهم إكراهًا بدنيًا، ولم نر في تاريخهم تفتيشًا على الأفكار، ولم نر في تاريخهم إبادة للشعوب، ولم نر في تاريخهم حرمانًا للمعرفة، ولم نر في تاريخهم طبقات اجتماعية، ولا دمًا أزرق يجري في عروق أحد منهم، مهما كان.
وأضاف أن الربط بين الشعبة العليا في الإيمان، وشعبة الإيمان فيه ربط يذكرنا مرة ثانية بتلك الدائرة، التي تدل على اللانهائية حتى ولو كانت محدودة، فإننا لا ندري بداية الدائرة من نهايتها، ويدل على الإنسان أن يكون دائمًا مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، من خلال الأمور التي تظهر ذلك فيجب على الإنسان أن يسعى دائمًا وأبدًا لنشر الفكر الصحيح.