صالون زين العابدين فؤاد الثقافي يحتفي بتجربة الفنانة إنجي أفلاطون
تبث في الثامنة من مساء غد الخميس عبر تطبيق زووم، أمسية جديدة من أمسيات صالون زين العابدين فؤاد الثقافي، ولقاء حول الفنانة التشكيلية إنجي أفلاطون، وذلك في إطار احتفال الصالون بشهر المرأة. ويشارك في اللقاء كل من: هالة كمال- عز الدين نجيب- هبه الهواري وعزة شلبي، ويدير الأمسية الشاعر زين العابدين فؤاد.
وتعد الفنانة إنجي أفلاطون من أهم فناني وفنانات الجيل الثالث للحركة التشكيلية في مصر، والذين تألقوا في فترة محورية من تاريخ مصر المعاصر. في النصف الثاني من القرن العشرين، إلا أن إسهاماتها الفنية الغزيرة تجاوزت حدود جيلها، فأصبحت تحتل مكانة رفيعة في الساحة الفنية حتى وقتنا هذا. حيث جاءت موضوعاتها عن الريف المصري، وحياة المزارعين البسطاء، ومشاهداتها في مصر وخارجها من منظور شخصي وإنساني، وعبرت عن ذلك باقتدار فني متميز بالبساطة والعمق المبهر في آن واحد.
وبحسب الكاتب الصحفي الراحل أنيس منصور، في موسوعته المعنونة بـ “المرأة عبر العصور”، وفي المبحث الذي خصصه عن الفنانة إنجي أفلاطون، يقول أنيس: “صاحبة تجربة إبداعية رائدة وإضافة حقيقية في الفن التشكيلي، زاوجت بين الإنسان والطبيعة واندماج الفرد في أعمالها وتلاشي في الجماعة”.
صدمتها الفوارق الطبقية والبذخ الذي كانت تعيشه الطبقة التي تنتمي إليها فتفجرت طاقتها الفنية وتفلسفت رؤيتها الفكرية، فكانت أبرع من صور الريف والإنسان المصري الكادح على وجه الخصوص.
وعن فنها تقول: إن قلمها الذي حاول طويلاً أن ينقل إلى المدينة صوراً من حياة قومها الكادحين في القرية عجز عما استطاعت إنجي أفلاطون أن تبدعه. هي سليلة الارستقراطية العلمية فوالدتها “صالحة أفلاطون” أول مصممة أزياء في مصر، ووالدها الدكتور حسن أفلاطون هو أستاذ علم الحشرات وعميد كلية العلوم، لقد كانت ذاكرة الطفولة – التي لم تصدأ أبداً – هي الجمرة المتوهجة التي تنتظر الاشتعال الكامل، إنه شريط طويل مطوي يحمل مظاهر الحياة الاجتماعية البرجوازية ( مدرسة القلب المقدس ومشاكلها مع الراهبات – البيت الريفي الجميل في كفر شكر – كتابات جان جاك روسو وفولتير- دروس البيانو – الحفلات الصاخبة التي كانت تقيمها الأميرة شويكار طليقة الملك فؤاد وكانت تحضرها مع والدتها.
تخرجت إنجي أفلاطون في مدرسة الليسه عام 1944 وحصلت على شهادة البكالوريا ( قسم فلسفة) في هذه الفترة اطلعت على المفاهيم العلمية للاشتراكية وانبهرت بالنظرة الإنسانية الشاملة التي توليها الاشتراكية لجميع قضايا المجتمع من “فقر واستغلال طبقي وتفرقة صارخة بين الرجل والمرأة” ووجدت حلولاً حاسمة للقضاء على هذه المشاكل جذرياً ثم عكفت على دراسة الفن على يد أستاذها كامل التلمساني، وهو رائد من رواد السريالية ومن أبرز فناني الأربعينيات وأكثرهم جرأة.
رسمت أول لوحة زينية في حياتها عام 1942 وهي ما تزال طالبة في الليسيه، وكانت عبارة عن فتاة تحاول الهروب من لهيب النار والثعابين التي تحاول التهامها، سكبت فيها هواجسها وأحاسيسها وقلقها، ثم تتابع إنتاجها الغرير من اللوحات الجريئة ذات الألوان الصارخة التي تتحطم فيها الصخور، وتتحرر الأشجار المقيدة بسلاسل خيالية وهي أعمال أشبه ما تكون بمذكرات رمزية لفتاة قلقة كما كان يصفها أستاذها كامل التلمساني.