أستاذ تفسير يكشف سر الحديث عن الكافرين في بداية سورة البقرة
قال الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، إنه أجمع المفسرون على أن الآيات الخمس في أول سورة البقرة تتحدث عن المتقين ثم تحدثت السورة عن الكافرين في آيتين ثم تحدثت عن المنافقين في ثلاث عشرة آية.
أضاف مرزوق، فى رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين يقول: ما السر في طول الحديث عن المنافقين عن الحديث عن المتقين والكافرين في أول سورة البقرة؟ قال الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى، بدأ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﻠﺼﻮا ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻭاﻃﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ، ﻭﺛﻨﻰ ﺑﺄﺿﺪاﺩﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺤﻀﻮا اﻟﻜﻔﺮ ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ، ﻭﺛﻠﺚ ﺑﺎﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﺬﺑﺬﺏ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﻭﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﺄﻓﻮاﻫﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺆﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﻜﻤﻴﻼ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻢ.
وتابع "ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﺃﺧﺒﺚ اﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭﺃﺑﻐﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ تعالى ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﺎﻫﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻛﺎﺫﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﻱء ﻣﻨﻪ ﻛﺎالقول بأنه تعالى ليس موجودا أو بأن أشركوا مع الله إلاها آخر أو وصفوه تعالى بما لا يليق بجنابه عز وجل ﺯاﺩﻭا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻣﻨﻜﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺼﺪﻭا اﻟﺘﻠﺒﻴﺲ، ﻭﺭﺿﻮا ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺴﻤﺔ اﻟﻜﺬﺏ، ﻭﻟﺒﺴﻮا اﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺨﻠﻄﻮا ﺑﻪ ﺧﺪاﻋﺎ ﻭاﺳﺘﻬﺰاء، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻃﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺧﺒﺜﻬﻢ ﻭﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭاﺳﺘﻬﺰاﺋﻬﻢ، ﻭﺗﻬﻜﻢ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻭﺳﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻬﻬﻢ ﻭﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ، ﻭﺿﺮﺏ ﻟﻬﻢ اﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﻢ (إن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﺭﻙ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ).
أوضح أستاذ التفسير وعلومه أن كل من لبس على الناس أمور دينهم أو أراد أن يحل لهم ما حرم الله تعالى أو يحرم عليهم ما أحله الله تعالى فهو إما أن يكون منافقا ، أو يفعل فعل المنافقين.