«العالم إكس والإمبراطوريات الجديدة».. كتاب جديد لـ محمد عزام عن دار نهضة مصر
صدر حديثاً كتاب "العالم إكس والإمبراطوريات الجديدة.. حول مستقبل العالم في ظل التسارع التكنولوجي" عن دار نهضة مصر للدكتور محمد عزام المدير التنفيذي للشعبة العامة والاقتصاد الرقمي والتكنولوجي، وعضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة.
وجاء فى مقدمة الكتاب؛ بحسب مؤلفه: "منذ زمن طويل وأنا مؤمن بأن رحلة المعرفة تبدأ، ولكن لا تنتهي إلا بنهاية العمر. وأنه في عصر الانفجار المعلوماتي وإتاحة المعارف بمجرد الضغط على مفتاح لوحة مفاتيح الحاسب الشخصي أو الهاتف المحمول، أصبح "الجهل" هو الاختيار؛ لذا دائماً أضع أمام عيني دوماً الحكمة الأفلاطونية الخالدة والتي تقول "أنا أكثر الناس حكمة على وجه الأرض؛ وذلك لأنني أعرف شيئاً واحداً، وهو أنني لا أعرف شيئاً."
لهذا أضع لنفسي تحدياً جديداً كل يوم، وهو أنه على أن أقرا بدون توقف إلى آخر يوم من عمري، ليس في مجال تخصصي وحسب، بل في كل مجال من مجالات المعرفة، لأن القراءة دوماً تضيف لعمري عمراً جديداً، وحتى لا أكون قد بدأت رحلة الجهل بدلاً من استكمال رحلة المعرفة.
لسنوات طويلة وأنا أرى أن التكنولوجيا كانت دوماً لها دوراً محورياً في الارتقاء بحياة البشر، وجعلها أكثر راحة وأكثر رفاهية. وهذا ليس في عصرنا الحديث وحسب، ولكن منذ بداية الخلق في العصور القديمة الساحقة.
فالأمر بدأ منذ فجر التاريخ، حينما اكتشف الإنسان أن الحجر، مجرد الحجر، من الممكن أن يمثل فارقاً في حياته، وصنع أول آلة منه وهي المطرقة الحجرية ... الابتكار الأول للبشر. واستمر الابتكار البشري بدون توقف لنصل إلى عصر الانترنت والتليفون الذكي والروبوتات والتكنولوجيا الحيوية. ابتكار البشر لم ينته ولن ينتهي، إلا عندما تقوم الساعة!
لذا بدأت في تسجيل خواطري وخبراتي وقراءتي في شكل مقالات ودراسات وأبحاث، لأضعها كلها أمام القارئ العزيز.
فاستعرضت رحلة الابتكار البشري المبني على التكنولوجيا منذ العصر الحجري إلى عصر الذكاء الاصطناعي، ورصدت ظاهرة الإمبريالية الجديدة التي تقودها منصات التواصل الاجتماعي وليس الدول، وكذا الصراع السيبراني الذي قد يؤدي إلى حروب جديدة وأزمات عالمية غير مسبوقة، لنري أنفسنا أمام أزمة خليج خنازير ثانية، رقمية هذه المرة وليس نووية.
وسردت بعض قصص المبتكرين في عصرنا الحديث، والذين كانوا لهم أياد بيضاء فيما وصلنا إليه من تقدم وتتطور. وشرحت كيف تكون التكنولوجيا هي السبيل للتقدم والرخاء وليس التدمير، لأن التكنولوجيا لها عدة أوجه، فلها جانباً مشرقاً، وجانباً قد يكون شديد الظلامية.
وحللت الظواهر الاقتصادية الجديدة، المبنية على تطبيق غير مألوف للتكنولوجيا، والتي جعلت الجميع يقف أمامها طويلاً لاستيعابها والتأقلم معها، لأنها كسرت كل القواعد القديمة، ووضعت قواعد جديدة للعبة، مثل ظواهر الاقتصاد التشاركي والعملات الرقمية والسيارات ذاتية القيادة والطائرات المسيرة وغيرها الكثير.
وكذلك رسمت صورة لمستقبل الحياة نتيجة التسارع التكنولوجي المذهل فيما يخص مستقبل المؤسسات والعمل والتعليم والصحة والاقتصاد، وخاصة في عصر ما بعد جائحة كورونا، التي غيرت ملامح حياتنا للأبد، لنبدأ دورة جديدة بها الكثير من عدم التيقن والمتغيرات الشديدة؛ فأننا نشهد ولادة عالم جديد هو العالم "إكس".
ودائماً سأقول إنه إن كنا نرغب في قيادة حاضرنا وصناعة مستقبلنا علينا أن نضيف للعالم بالعلم والتجربة والتكنولوجيا والابتكار، وإلا سنظل نلعن الظلام للأبد. وأن عبورنا الثاني هو عبورنا إلى التنافسية من خلال إنتاج التكنولوجيا وتوطينها وتصديرها لنكون الدولة العظيمة التي يستحقها أبناء هذه الأرض الطيبة، كما فعلنا منذ 7000 سنة لنهدي للبشرية الحضارة الأعظم".