ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة امتداد لدوره كشاهد على تطور الفن تاريخيًا
يعد ملتقى الخط العربي والزخرفة بالأزهر الشريف امتدادًا لتاريخ طويل، كان للأزهر الشريف فيه دور ملحوظ في تطور وازدهار فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية في مختلف العصور التي تعاقبت عليه بداية من العصر الفاطمي وحتى اليوم، وتركت طابعها الفني والزخرفي على جدرانه ومآذنه وأبوابه وجميع مكوناته، لذا لم يكن بالمستغرب أن يقع الاختيار على الجامع الأزهر الشريف لاستضافة هذا الملتقى الجامع، الذي يشارك فيه نخبة من كبار فناني العالم في الخط العربي والزخرفة، ليواصل الأزهر الشريف دوره البارز في حماية فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية بصفتها جزءا لا يتجزأ من تراث أمتنا وهويتنا الإسلامية الأصيلة.
يقول الفنان اسماعيل عبده كوميسير ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة، أن الأزهر الشريف كان منذ تأسيسه شاهدا على الكثير من مراحل تطور فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، فالجامع نفسه بما فيه من خطوط وزخارف إسلامية تزين أبوابه وجدرانه ومآذنه، تنوعت عصورها ما بين العصر الفاطمي والعصر الأيوبي والعصر المملوكي والعصر العثماني، واختلفت مدارسها ما بين الخط الكوفي الفاطمي المزهر والزخارف الفاطمية، وخط الثلث المملوكي والزخارف المملوكية الجميلة التي زينت رؤوس دربزينات المآذن والقباب التي أضيفت في العصر المملوكي الذي عرف بطابعه الخاص في الخط والنقش والزخرفة، ثم الخط الثلث في العصر العثماني والذي يعد واحدا من أكثر العصور ازدهارًا لفنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، حيث احتل الخط الثلث مكانة مهمة في العمارة العثمانية للجامع الأزهر بنقشه على الأبواب والجدران بحروف بارزة وبطرق جمالية غاية في الروعة والجمال، وبما يمكن معه القول أن الجامع الأزهر الشريف كان وسيظل خير شاهد على تطور هذا الفن العربي الإسلامي الأصيل، وهو أولى المؤسسات بحفظه وحمايته.
ويضيف عبده أن ما يميز ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة انعقاده بشكل مفتوح في ساحة الأزهر الشريف وإتاحته للجمهور، ما جعل الإقبال عليه كبيرًا وصل إلى عشرات الآلاف من زوار الجامع ومحبي هذا الفن الراقي من مختلف الجنسيات والأعمار، وذلك على عكس المعارض الفنية المغلقة التي كانت تقتصر النخبة من المتخصصين فقط، وبهذا خرج فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية من محليته إلى عالميته داخل أروقة الأزهر الشريف.
من جانبه أوضح الدكتور خالد مجاهد، أستاذ الخط العربي بجامعة الأزهر الشريف، وأحد المكرمين في الملتقى، أن تطور فن الخط العربي والزخرفة تاريخيا له رابط وثيق مع مختلف العصور والمراحل التي تعاقبت على الجامع الأزهر الشريف، فأخذت منه وأثرت فيه، وأن هذه النسخة من ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة قد جاءت بصفة استثنائية لمئوية الخط العربي، حيث أنشئت أول مدرسة لتعليم الخط العربي عام 1921، بمدرسة تحسين الخطوط الملكية "مدرسة خليل أغا" الحالية، مضيفا أن الأزهر قد أعاد للخط العربي والزخرفة رونقها وبهاءها في حلتها الجديدة، لافتًا إلى أن النقوش والزخارف الموجودة داخل الجامع الأزهر كانت هي النواة التي فجرت الموهبة وكانت منبعا لتعليم خط الثلث الجلي والزخارف والنقوش الموجودة، وقد انطبع هذا الأثر بظهور لوحات تتسق مع تلك الكتابات من حيث البناء والشكل والمعنى.