ملتقى التميز الدعوي يوصي بضرورة الانفتاح الفكري لدعم دور مصر في مواجهة الإرهاب
نظمت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى اليوم ملتقى التميز الدعوي الأول، في إطار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعوته إلى تجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة الأفكار الهدَّامة الدخيلة على المجتمع، واضطلاعًا من مؤسسة الأزهر الشـريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بهذه المهمة العظيمة، واستحضاراً لتاريخ الأزهر الشريف ودوره الحضاري الوسطي المعتدل الداعم للهوية الوطنية بأبعادها المختلفة باعتباره ضمانة الثقافة الإسلامية الرشيدة، وقوة مصر الناعمة على مر العصور وعلى مدار ٥ ساعات من هذا اليوم المبارك الموافق السبت 18 من شهر رجب الحرام من عام 1443هـ الموافق 19 فبراير عام 2022م.
وانعقد الملتقى بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والدكتور حسن الصغير رئيس الأكاديمية وأمين عام هيئة كبار العلماء، والأمناء المساعدين بمجمع البحوث الإسلامية، وعدد من عمداء كليات جامعة الأزهر وأساتذتها، ووعاظ وواعظات الأزهر وأئمة وزارة الأوقاف.
وقال د. حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر إن المشاركين في ملتقى «التميز الدعوي الأول» من قيادات دينية، وعاملين في مجال الدعوة من الوعاظ والواعظات وأئمة وزارة الأوقاف أكدوا خلال جلسات الملقتى على عدة جوانب من أبرزها الوقوف في الصفوف الأولى لمعالجة قضايا ومشكلات المجتمع المصري؛ إيمانًا بضرورة استئناف مصر لدورها الريادي والحضاري إقليميًا وعالميًا في القضاء على أسباب الفساد والتطرف والإرهاب والسلبية، والنهوض على كافة المستويات، بما يحقق العيش الكريم لأبناء شعبنا، والانفتاح على الآخر في دائرة الخصوصية الثقافية المصرية، والحفاظ على الثوابت، والتفاعل مع التنوع الثقافي والفكري والديني بما يحقق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة لجميع الأطراف.
وأضاف «الصغير» أن الملتقى أوصى بضرورة الانفتاح الفكري والعلمي والتميز الدعوي؛ لمواكبة كل جديد، بما يمكن الوعاظ والأئمة من الاستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر، وإدراك طبيعة الأخطار المحيطة بها والتحديدات التي تواجهها، واستشراف مستقبل أفضل لوطننا الحبيب مصر وللإنسانية كلها، والسعي المستمر نحو خدمة خطط التنمية المستدامة التي تطلع بها الدولة برؤيةٍ موحدةٍ وجهودٍ منسقةٍ وتكاملٍ وتضافرٍ بين المؤسسات الدينية، فضلًا عن أهمية التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية وجميع المؤسسات والجهات المعنية بالأمن الفكري والاجتماعي؛ لإزالة كل صور التطرف والسلبية والجفاء لمعايير السلوك في المجتمع وتأكيد السلم المجتمعي ووحدة الصف والحكمة ودعم الأطر المشتركة بين مكونات المجتمع المصري، والتأكيد على الدور المسؤول لكل صاحب رأيٍ أو فكرٍ نافعٍ من العلماء والباحثين والإعلاميين؛ لاكتمال منظومة الوعي الصحيح؛ وتوحيد الرؤى والجهود خلف مستهدفات رؤية (2030-2020م).
وتابع أن الملتقى أكد على الحاجة المستمرة إلى تنظيم البرامج النوعية المتخصصة، التي تتجاوب مع المشكلات المستجدة؛ مما يستلزم إعداد برامج تدريبية نوعية إضافية للسادة الأئمة والوعاظ المتميزين؛ بما يؤهلهم لتكوين ملكات علمية وفكرية ومهارية في التعامل مع الأفكار المعاصرة، وبلوغ سبل التجديد، جمعًا بين الأصالة والمعاصرة، والإلمام بمهارات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة وتوظيفها في خدمة الدعوة.
وأوضح رئيس أكاديمية الأزهر أن الأكاديمية تثمّن التعاون المشترك المثمر مع وزارة الأوقاف المصرية، وذلك في إطار تنفيذ مبادرة رئاسة الجمهورية لتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة؛ والذي أسفر عن تنظيم "أكاديمية الأزهر العالمية" لبرنامج تدريبي بعنوان " التميز الدعوي" للسادة الوعاظ والواعظات بالأزهر الشريف، والأئمة بوزارة الأوقاف، وذلك بهدف إعداد إمام وخطيب قادر على تصوّر المفاهيم بشكلٍ صحيح، ولديه القدرة على الحوار والاتصال والتعايش السلمي الفعّال مع الآخر، والإلمام بمهارات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة وتوظيفها في خدمة الدعوة، واستشعار المسؤولية الخاصة بتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة في المجتمع.
كما تؤكد «أكاديمية الأزهر العالمية» على أهمية النهوض بالمستوى العلمي والعملي للأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى داخل مصر وخارجها، من خلال التدريب والتأهيل المستمر، خاصة في المجالات الشرعية والعربية والفكرية، وذلك عبر مجموعة من البرامج العلمية المتنوعة، التي تستهدف معالجة القضايا المعاصرة في ضوء فقه النوازل، برؤية مرنة تستجيب لطبيعة التحديات واختلاف المكان والزمان والأحوال.