الشيخ محمد داود: 9 آيات كبرى حدثت للنبي عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج
قال الشيخ محمد حسن داود، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إن الإسراء رحلة أرضية، كانت بدايتها المسجد الحرام ونهايتها المسجد الأقصى، والمعراج رحلة سماوية بدأت من المسجد الأقصى، وانتهت عند مستوى عال في السموات العلى، وإلى رحلة الإسراء وحكمته أشارت آية الإسراء.
وأضاف في منشور له عبر صفحته الرسمية على"فيسبوك" أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية متكاملة، كانت ولا زالت حادثا جللا بكل المقاييس والمعايير، وقفت أمامه العقول حائرة والأبصار متأملة، وكما كانت تأييدا وتكريما للنبي (صلى الله عليه وسلم) كان للأمة نصيبا كبيرا من المنح والعطايا والخيرات فيها.
واستشهد بما قاله الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، وإلى رحلة المعراج وثمرته أشار مفهوم آيات سورة النجم، ومنها قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ)، فلقد جاء في سورة الإسراء قوله تعالى (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا)، ثم جاءت آيات النجم تبين أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) رأى من آيات ربه الكبرى، وذلك في قوله تعالى: (لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ).
وأشار إلى أن النبي عليه السلام رأى العديد من الآيات الكبرى خلال هذه الرحلة والتي جاءت كالتالي:
1- شق صدره صلى الله عليه وسلم، فتبدأ رحلة الإسراء والمعراج كما في "صحيح البخاري" بشق صدر النبي (صلى الله عليه وسلم)، تهيئة للجسد البشري لهذه المعجزة العظيمة.
2- تسخير الله (عز وجل) البراق للنبي (صلى الله عليه وسلم).
3- استقبال الأنبياء له صلى الله عليه وسلم، في المسجد الأقصى، وصلاته بهم إماما.
4- رؤيته صلى الله عليه وسلم البيت المعمور في السماء.
5- نهر الكوثر: فعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: "أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ" (رواه البخاري)،.
6- رؤيته لعواقب بعض الذنوب، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَال: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " (رواه أبو داود).
7- رؤيته لجبريل (عليه السلام) على صورته الحقيقية.
8- رؤيته خازن النار: فقد جاء في بعض أحاديث الإسراء والمعراج، قوله صلى الله عليه وسلم: "وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ" (متفق عليه).
9- بلوغه صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى، إذ يقول الحق سبحانه: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ )، ولا شك أن في هذا كله تكريم للنبي (صلى الله عليه وسلم).
وأوضح أن هذه المعجزة كما تنوعت فيها الآيات، تنوعت فيها مظاهر تكريم النبي (صلى الله عليه وسلم)، حتى بعد رجوعه من هذه الرحلة، فانظر تأييده صلى الله عليه وسلم، لبيان صدقه في أمر هذه الرحلة.