دراسة: الجماعات الإرهابية تتخذ من الخلافة ستارًا لإنكار وجود الدول وتدميرها
وضع المستشار عبد الوهاب خفاجي دراسته الحديثة أمام المؤتمر الدولى الثانى والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان: "عقد المواطنة وأثره فى تحقيق السلام المجتمعى والعالمي"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وقدم الفقيه المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى أمام الوفود الأجنبية الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على استجماعه علماء الدين والفقه والفكر والثقافة من جميع أنحاء العالم ليسطروا سلاما عالميا جديدا على أرض المحبة والسلام , مصر الكنانة فى دراسته بعنوان " مفهوم الدولة وتطورها , واستغلال الجماعات الإرهابية للخلافة لهدم استقلال الدول".
وقال الفقيه المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى فى الجزء الثالث والأخير من دراسته تفاصيل مهمة عن القضية الشائكة الفرق بين دولة الخلافة والدولة الحديثة أهمها أن الجماعات الإرهابية تتخذ من الخلافة ستاراً لإنكار وجود الدول وتدمير كياناتها ، و يجب ألا تغفل الدول عن مواجهتها ولا تغمض العين عنها برهة من الزمن هذه البرهة كلفت دولاً بالانهيار , وأن جماعة الإخوان الإرهابية نشأت في مصر عام 1928 بعد 4 سنوات من سقوط الخلافة العثمانية بإعلان مصطفى كمال أتاتورك نهاية الخلافة بقيام الدولة التركية عام 1924 واستغلت الجماعة الخلافة فى السياسة ضد مفهوم الدولة الحديثة خلال 94 عاما , كما أن نموذج دولة الخلافة أمر منبت الصلة عن صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان بل ويتناقض معه , ولا يوجد نص قطعى الثبوت والدلالة ينكر وجود الدولة.
أو يوجب أن ينصب المسلمون على رأسهم خليفة أو أميراً يجمع المسلمين كافة فى الأقطار والأمصار فى دولة وحيدة دون تضاريس , ونظام دولة الخلافة اقتضته الظروف التى واكبت وفاة رسول الله من أصحابه للحفاظ على الدين الجديد وليس لازماً أن تقف فكرة الخلافة ضد التطور والتقدم الذى شهدته المدنية الحديثة على النحو التالى:
1-عصر الرسول الكريم والخلفاء الراشدين والخلافة من بعدهم:
يقول المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى يجب أن نشير إلى أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم مارس إيصال الرسالة والتبليغ عن ربه، فلمّا توفي النبي صلى الله عليه وسلم - فى 12ربيع أول عام11هـ،)، هُرع الصحابة رضوان الله عليهم إلى الاجتماع في سقيفة بني ساعدة، ثم قاموا بمناقشة أمر خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حماية الدين وإدارة شكل الدولة ، فاتفقوا بعد خلاف بين المهاجرين والأنصار على تولي الصدّيق أبي بكر خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتابع الخلفاء من بعده، في خلافة راشدة (11هـ/41هـ)، ثم خلافة أموية على شكل ملك وراثي (41هـ/132هـ)، ثم خلافة عباسيّة على شكل ملك وراثي (132هـ/656هـ)، ثم دويلات إسلامية كثيرة، ثم خلافة عثمانية على شكل ملك وراثي (699هـ/1341هـ)، ثم عصر دويلات أخرى يحكمها حكّام بطرق وراثية .
2- جماعة الإخوان الإرهابية نشأت في مصر عام 1928 بعد 4 سنوات من سقوط الخلافة العثمانية بإعلان مصطفى كمال أتاتورك نهاية الخلافة بقيام الدولة التركية عام 1924 واستغلت الجماعة الخلافة فى السياسة ضد مفهوم الدولة الحديثة خلال 94 عاما.
ويضيف المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ثم سقطت الخلافة الإسلامية عندما أعلن مصطفى كمال أتاتورك نهاية الخلافة العثمانية وقيام الدولة التركية عام 1924 , وبعدها بأربعة أعوام وتحديدا عام 1928 ظهرت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر على يد مؤسسها "حسن البنا" ونادت بعودة وإحياء فكرة الخلافة الإسلامية مستغلة الدين فى السياسة ضد مفهوم الدولة الحديثة الذى يتصادم مع فكرة الخلافة، وتعدّدت الجماعات الإرهابية فى القرن الحادى والعشرين التي تشكل نهجاً مستمدا من تلك الجماعة ومن فروعها وعاش المجتمع الدولى فى أيام حالكة السواد ضد حقوق الإنسانية تحت ستار محاولات إحياء الخلافة، منها «القاعدة» و«طالبان»، وتنظيم «داعش»،وغيرها من التنظيمات الإرهابية
3- لا يوجد نص قطعى الثبوت والدلالة ينكر وجود الدولة أو يوجب أن ينصب المسلمون على رأسهم خليفة أو أميراً يجمع المسلمين كافة فى الأقطار والأمصار فى دولة وحيدة دون تضاريس:
ويشير المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى إلى أن الواقع أنه لا يوجد نص قطعى الثبوت والدلالة في إنكار وجود الدولة كوطن يظلل المواطنين أو وجوب أن ينصب المسلمون فى الأرض على رأسهم خليفة أو أميراً يجمع المسلمين كافة فى الأقطار والأمصار تحته لوائه في بلد واحد فى دولة وحيدة دون تضاريس, ليحكمها بنموذج حكم رسول الله أو حكم الخلفاء الراشدين من بعده، وهو نموذج اقتضته الظروف التاريخية لنشر الدعوة للدين الجديد عقب وفاة سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين رسول الإنسانية الكريم من أفكار صحابة رسول الله، توالت عليها نماذج أخرى لمفهوم الدولة الحديثة.
4- نظام دولة الخلافة اقتضته الظروف التى واكبت وفاة رسول الله من أصحابه للحفاظ على الدين الجديد وليس لازماً أن تقف فكرة الخلافة ضد التطور والتقدم الذى شهدته المدنية الحديثة.
يذكر المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى أن مفهوم دولة الخلافة الإسلامية يتناقض مع مفهوم الدولة الحديثة وحقيقة العصر ومعطيات الزمن الحديث ويتعارض مع تطور الإنسانية عبر تاريخها الطويل وأنه من باب الاستحالة المطلقة فى العصر الحديث هدم كيان الدول والاستعاضة عنها بمفهوم الخلافة وإلا أدى ذلك إلى الفوضى التى تقضى على البشرية، فضلا عن أن نظام دولة الخلافة قد اقتضته الظروف التى واكبت وفاة رسول الله من أصحابه للحفاظ على الدين الجديد وليس لازماً أن تقف فكرة الخلافة ضد التطور والتقدم الذى شهدته المدنية الحديثة عبر تاريخها الطويل وعصر العولمة ووسائل الاتصال والتنكولوجيا الحديثة، ذلك أنه ضد طبيعة الحياة التى خلقها الله إلغاء الأوطان بأعراقها المختلفة بحجة الانضواء تحت لواء دولة واحدة تحكم العالم بالعنف والتطرف والإرهاب تحت ستار الخلافة.
5- نموذج دولة الخلافة أمر منبت الصلة عن صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان بل ويتناقض معه.
ويوضح أن الشريعة الإسلامية ذاتها صالحة لكل زمان ومكان , لذا نص الدستور المصرى فى المادة الثانية منه على أن الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. أما نموذج دولة الخلافة فأمر منبت الصلة عن صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان بل ويتناقض معه لأن صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان تعنى التطور والتناغم والاتساق مع كل المستجدات والمستحدثات فى كل عصر أما دولة الخلافة فتعنى التحجر والوقوف ضد كل تطور بل ضد سنة الحياة التى خلقها الله تتبدل أحوالها وتتغير فى غير ثبات.
6- الجماعات الإرهابية تتخذ من الدين ستاراً بدعوى الخلافة إنكار لوجود الدول وتدمير لكياناتها ، و يجب ألا تغفل الدول عن مواجهتها ولا تغمض العين عنها برهة من الزمن هذه البرهة كلفت دولاً بالانهيار :
و يختتم المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى دراسته فى النهاية ويؤكد أن الجماعات الإرهابية تتخذ من الدين ستاراً بدعوى الخلافة تسلك العنف والتطرف كشرعة ومنهاجاً لها , والتطرف هو فى حقيقته وجوهره إنكار لوجود الدول وتدمير لكياناتها ، ومن ثم فإن الحرب ضد الإرهاب يجب ألا تغفل الدول عن مواجهتها مجتمعة ولا يجب أن تغمض العين عنها برهة من الزمن هذه البرهة كلفت دولاً بالانهيار وتشتتت شعوبها وإحلال الرعب فى نفوسهم محل الأمن والأمان , الوقوف ضد الجماعات الإرهابية بحجة الخلافة هو لحماية حقوق الإنسان. وحينما تحمي الدول حقوق الإنسان، فإنها نعالج الأسباب الجذرية للإرهاب.