هل يتخلى الغرب عن أوكرانيا؟.. باحث يجيب
وسط نفي تام من كييف، تشير الاستخبارات الأمريكية إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات وشيكا وأنه سيقع خلال هذا الأسبوع وحسب المعلومات المتوفرة لدى CIA فإن موسكو ستبدأ بهجمات صاروخية تستهدف البنية العسكرية الأساسية لدى أوكرانيا بهدف شل حركة الجيش الأوكراني، كما أنها ستتضمن هجمات إلكترونية على غرار الهجمات التي وظفتها روسيا في حرب أوسيتيا الجنوبية في 2008.
وقالت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية نرمين سعيد كامل، إنه من المتوقع في ظل الظروف الحالية أن الروس سيستندون إلى ثلاث نقاط لشن هجماتهم على أوكرانيا الأولى في الشرق الأوكراني التي تضم الانفصاليين الموالين لموسكو، وحسبما رصدته الأقمار الصناعية فإن هناك قاعدة كبيرة في مدينة "يلينا" كانت تحتوي على معدات روسية قتالية ودفاعية ثقيلة قبل أن يتم تفريغها ونقلها إلى مناطق أخرى مما شير إلى أن روسيا تجهز نفسها للهجوم.
وتابعت كامل فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، "أما النقطة الثانية التي من المتوقع أن تغزو منها موسكو أوكرانيا فهي بيلاروسيا وقد بدأت التوقعات تدور حول احتمالية شن الهجوم من بيلاروسيا بسبب الحشد العسكري الروسي الموجود هناك كما أن هناك تحالف قويا بين البلدين وتدريبات عسكرية جرت في الفترة الأخيرة بين البلدين إضافة إلى وجود حشد عسكري من 30 ألف جندي روسي وهو أكبر حشد عسكري هناك منذ الحرب العالمية مما يجعل الولايات المتحدة ترجح أن بيلاروسيا ستكون نقطة انطلاق الهجوم نحو أوكرانيا".
وقالت كامل إنه وفقا للاستخبارات الأمريكية أيضا فإن النقطة الثالثة لانطلاق الهجوم هي شبه جزيرة "القرم" التي سبق و ضمتها روسيا في عام 2014 على مرأى ومسمع من العالم كله حيث تحذر القوى الغربية من الأساس من تكرار نفس السيناريو في أوكرانيا عن طريق ضم المناطق الشرقية، وقد رصدت الأقمار الصناعية وجود معدات عسكرية ضخمة في شمال " سيمفيروبول" عاصمة القرم.
وأشارت كامل إلى أنه مع تسليط كل السيناريوهات الضوء على احتمالات الغزو الروسي لأوكرانيا فلم يتم الالتفات للدور الأمريكي في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا بالفعل حيث أنه من المتوقع أن تقوم واشنطن بالتخلي عن أوكرانيا وتركها فريسة للقوات الروسية في كما حدث مسبقا في حرب جورجيا في عام 2008 حيث بدأ السيناريو بإبلاغ كل من جورجيا وأوكرانيا بأنهما قد تصبحان يوما ما عضوتين في الحلف الأطلسي، ووقت أن تم الهجوم الروسي على جورجيا وقف الغرب مكتوف الأيدي في تصرف يمكن وصفه بالسذاجة في كيفية التعامل مع الدب الروسي بعد أن كان الغرب قد حشد للحرب بالفعل ومن المرجح أن الغرب سيتخلى عن أوكرانيا بنفس الطريقة في تكرار للتاريخ القريب.