تقرير صينى يحتفى بمكتبة الإسكندرية: جسر يربط بين التاريخ والحاضر والمستقبل
احتفت وكالة “شينخوا” الصينية بمكتبة الإسكندرية، لاسيما وهي تضم عددا من الكتب النادرة حول العالم، كما وصفت المكتبة بأنها تعمل على على بناء جسر يربط بين العصور القديمة والحديثة.
وتابع الوكالة الصينية: "مكتبة الإسكندرية هي مكتبة فريدة ضخمة ورمز ثقافي لمدينة الإسكندرية الساحلية على البحر المتوسط والتي أسسها الملك الإسكندر الأكبر قبل حوالي 2300 عام، وتتميز بمظهر خارجي على شكل قرص و11 طابقًا داخليًا، جميعها تحت سقف واحد لامع مائل".
وتابعت: "تم افتتاح المكتبة الأيقونية في عام 2002 كإحياء لمكتبة الإسكندرية القديمة الأصلية، والتي كانت واحدة من أكبر وأهم المكتبات في جميع أنحاء العالم قبل أن تدمرها حريق لبضعة عقود قبل الميلاد".
وقال مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية الجديدة، لوكالة أنباء "شينخوا"، إن "مصر عملت بجد منذ التسعينيات لإعادة بناء المكتبة وتنظيمها وتشغيلها وتشغيلها بالطريقة التي نراها الآن"، مشيرًا إلى أن المكتبة الجديدة بنيت على نفس الموقع القديم.
وقال: "إن أهم دور للمكتبة هو الدور الثقافي الذي تلعبه.. أعتقد أن العامل الثقافي هو الأكثر تأثيرا في العلاقات الدولية المعاصرة".
ويرى الفقي أن المكتبة الجديدة امتداد للمكتبة القديمة التي كانت "صرحًا ثقافيًا ضخمًا شيد في العصر اليوناني الهلنستي، اكتمل في عهد الملك بطليموس الثاني، واحترق في ظروف غامضة لم تكن معروفة حتى الآن".
وتتكون القاعة الرئيسية لمكتبة الإسكندرية الجديدة الفسيحة من 11 طابقًا تحت سقف واحد، بمساحة إجمالية تزيد عن 20000 متر مربع ورفوف تتسع لـ 8 ملايين كتاب.
وتحتوي المكتبة الضخمة أيضًا على العديد من المكتبات الفرعية المتخصصة، على سبيل المثال، للأطفال والشباب والمعاقين بصريًا.
وقال محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، "المكتبة ليست مكتبة للقراءة فقط، بل هي مجمع ثقافي متكامل، حيث تحتوي على أربعة متاحف متخصصة، وأربع مكتبات فرعية لذوي الاحتياجات الخاصة، و13 مركزًا بحثيًا في جميع فروع العلوم".
ومن بين مراكز البحث بالمكتبة مركز المخطوطات، ومركز الدراسات الإستراتيجية، ومركز الكتابة والنصوص، ومركز زاهي حواس لعلم المصريات".
كما أن لديها نحو 13 معرضا للفنون الجميلة ومركزا للفنون منها المسرح والسينما، بحسب سليمان.
وقال نادية الصريف، رئيس قسم العرض المتحفي بالمكتبة: “تتكون المكتبة من أربع متاحف رئيسية وهم متحف المخطوطات والكتب النادرة، الذي يضم حوالي 120 مخطوطة و60 كتابًا نادرًا محفوظة في 60 معرضًا، بعضها يزيد عمره عن 1000 عام، وتابعت: من أهم الكتب النادرة نسخة أصلية من Description de l'Egypte طُبعت في باريس عام 1821 عقب الحملة العسكرية الفرنسية على مصر”.
ومنذ افتتاحها قبل 20 عامًا، أصبحت مكتبة الإسكندرية وجهة رئيسية للطلاب والباحثين من مصر والدول المجاورة، فضلًا عن محطة رئيسية للسياح المحليين والأجانب في الإسكندرية".
وقال محمد الفاتح عثمان، طالب دكتوراه في علوم الكمبيوتر، جاء خصيصًا من السودان للاشتراك في مكتبة الإسكندرية وأصبح زائرًا متكررًا للمكتبة، لقد وجدت أنها أقرب مكتبة إلى السودان حيث يمكنني العثور على مراجع وأبحاث جيدة يمكنني من خلالها تحقيق أهدافي البحثية.
وقالت تسنيم رجب، طالبة في الثانوية من الإسكندرية، كانت مشغولة بقراءة كتاب باللغة العربية عن الدماغ والجهاز العصبي، وقالت "أحب القراءة بشكل عام، لذا أتيت إلى هنا لأني أعلم أنني سأجد كتبًا في جميع الموضوعات التي تهمني، مثل الكتب العلمية واللغوية"، مضيفة أنه يمكن زيارة المكتبة للقراءة أو الدراسة أو الترفيه.
وتتميز الساحة الخارجية الواسعة للمكتبة ببنية كبيرة تشبه الكرة، نصفها شفاف للزوار، وتحتها تقع القبة السماوية ومتحف تاريخ العلوم.
ويمكن أن تستوعب مكتبة الإسكندرية 3000 زائر في وقت واحد، لكن الدخول مقيد حاليًا بـ 1000 زائر يوميًا كإجراء احترازي ضد انتشار كورونا.