محمود الحلواني ينتهي من كتابة مشوار مرسي جميل عزيز
أنهى الشاعر والناقد محمود الحلواني كتابه الأحدث عن رحلة ومشوار الشاعر الغنائي الراحل "مرسي جميل عزيز".
وكتب الحلواني عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "أدين بالفضل في إنجاز هذا الكتاب لكثير من الأصدقاء الذين تابعوا معي رحلة كتابته عبر أعوام كثيرة، مابين هدم وبناء، وكان لهم في كل مرحلة دور داعم ومشجع، بالقراءة وإبداء الملاحظات، ما كان له الأثر الأكبر في وصوله إلى ماهو عليه الآن. كنت أتمنى أن أهدي الكتاب إليهم جميعًا وأن أذكرهم بالاسم، لولا أني فضلت ألا أشرك معه أحدًا، لذا أستسمحهم أن أختص بإهداء هذا الكتاب، العزيز على قلبي، له وحده، وهو الأعز. الرجل الذي مر مِن هُنا خفيفًا، ولكنه خلّف وراءه محبة لا تنفد أظنها تتحدث عنه الآن ومنذ رحل، إلى الله، وتزكيه عنده، وتصحبه إن شاء الكريم إلى مقام المحبين، في جنة الرضوان. إليه وحده".
وخص الحلواني “الدستور” بنشر مقدمة كتابه عن مرسي جميل عزيز والتي جاء نصها كالآتي:
لم أشأ تقسيم هذا الكتاب إلى أبواب وفصول، ورأيت أنه من الأنسب تقديمه في عناوين منفصلة متصلة، يؤدي بعضها إلى بعض. وقد حاولت الوقوف فيه على أبرز ملامح شعرية مرسي جميل عزيز كما تتجلى في أغنياته المكتوبة بالعامية، أو على نحو أدق، في قسم من هذه الأغنيات، وهو الذي يتسم أكثر بعدد من السمات والملامح ذات الطابع الشعبي، ويكتنز بالكثير من عناصر الثقافة الشعبية. وقد مهدت لذلك بإلقاء نظرة على موقف النقد من شعر العامية بشكل عام، ومن شعر الأغنية خاصة، كما حاولت الوقوف على عدد من الإمكانات التي توفرت للشاعر، والتي وفرها هو لنفسه، والتي أحسب أنها شكلت الأسس التي أقام عليها بنيانه الشعري، واستطاع تحويلها إلى قدرات وأدوات خاصة تميزه وتؤكد خصوصيته كشاعر غنائي، تتسم أغنياته بالصبغة الدرامية.
وفي الطريق إلى قراءة منجز الشاعر أعدت تأمل عدة مفاهيم تتصل بالأغنية من خلال إقامة حوار معها، في محاولة لاكتشاف حدود علاقات بعضها ببعض، وهي مفاهيم: أغنية، وغنائي ودرامي.
وفيما تلا ذلك التمهيد توقفت عدة وقفات تطبيقية أمام سمتين رئيسيتين رأيت أنهما الأكثر بروزًا في أغنيات مرسي جميل عزيز، والأكثر دلالة على ما يميزها شعريًا، وهما الحضور الشعبي النشط، ووفرة العناصر والقيم الدرامية، وقد تعرفت خلالهما على طبيعة المُتخَيّل الذي أسس له شاعرنا في الأغنية المصرية، والذي اعتبرته متخيلًا شعريًا جديدًا وحاولت استجلاء مكوناته عبر أكثر من ملمح يتكرر ظهوره في أغنيات شاعرنا، فرأيت أنه يحتوي على ثلاث مكونات أساسية وهي: المكون المعرفي، والمكون الدرامي، ثم المكون التشكيلي بما يحتويه من حقول ومرجعيات استعارية شعبية، يرجع إليها الشاعر في تشكيل متخيله. وأخيرًا، خصصت عددًا من المحاولات التطبيقية للنظر في علاقة الإيقاع ببناء الصورة، وتشكيل المعنى، وقد تعاملت معه بوصفه أحد العناصر المهمة في تشكيل الصورة الشعرية في كثير من أغنيات مرسي جميل عزيز، وهو ما ختمت به الكتاب.
وبعد، هذا جهد سنوات طويلة من محاولات النظر وإعادة النظر. من البناء والهدم والبناء؟ من الإضافة والحذف. ومع ذلك، هذا ليس مرسي جميل عزيز كله، إنما هو جانب واحد من جوانب عطائه الشعري، وقد قررت بعد طول تأمل ومراجعة لما قدمه ، أن أقصر كتابي عليه وحده، وقد أيقنت أن عطاء الشاعر كله يحتاج إلى عدد من الوقفات الأخرى التي تحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لإنجازها، وهو ما أسعى لإنجازه – إن شاء الله – في أعمال أخرى.