ضحى عاصى: شخصيات «صباح 19 أغسطس» معقدة وكتابتها كانت مُجهدة
استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، ندوة أدبية لمناقشة رواية "صباح 19 أغسطس" للكاتبة الروائية ضحى عاصي، بحضور الناقد الدكتور صلاح السروي، والروائي شريف العصفوري.
وقالت الروائية ضحى عاصي: "إن كتابة رواية (صباح 19 أغسطس) كانت مجهدة، وفي وقت ما قررت التوقف عن كتابتها، لأن جميع شخصيات الرواية معقدة، وتعاني من أزمات ما، هذا بالإضافة إلى أن البطلة روسية، وكثير من الأحداث تدور في روسيا، وهذا ما ضاعف صعوبة الكتابة، إذ كان علىّ التعبير عن مجتمع آخر، والكتابة عن شخصية روسية بثقافتها ووعيها الخاص بها وفقا لمجتمعها ونشأتها، ولهذا أعتبر الرواية تجربة مهمة في مسيرتي، وأنتظر معرفة رأي الروس أنفسهم عن قدرتي في الكتابة عن عالمهم، ومدى صدق الرواية في نقل صورتهم إلى العرب والمصريين".
حاولت أن أنقل مشاعرهم عقب سقوط الاتحاد السوفيتي، ومعاناتهم مع نقص الغذاء والدواء، وعدم فهمهم ما يحدث حوله، هو شعبي قوي يقدر يتعافى.
وقال الناقد الدكتور صلاح السروي: "صباح 19 أغسطس"، هي رواية انقسام الهوية، فشخصيات الرواية ليست مستقرة، ولا تتمتع بحالة من الاطمئنان، وهي رواية أيضًا يمكن أن نطلق عليها "ديسوتوبيا"، لأننا أمام عالمين متجاورين يحدث فيهما انهيار الأول وهو قيام الانقلاب العسكري في روسيا على جورباتشوف، وانهيار الاتحاد السوفيتي، ودخول روسيا نفقا مظلما منذ نهاية الثمانينيات، والثاني هو انهيار النظام السياسي في مصر عام 2011م، وسيطرة جماعة "الإخوان المسلمون" على الحكم في عام 2013م، والرابط بين هذين العالمين هي بطلة الرواية "كاملة"، تلك الشخصية التي تحمل الجنسيتين الروسية والمصرية.
وتابع السروي:"صباح 19 أغسطس"، هي رواية تأريخية تشتبك مع الحالة التاريخية، لكنها أيضًا رواية الإنسان الذي يقع تحت سيف التحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية، وتدين فكرة الشمولية والهيمنة السلطوية التي تشوه الروح، وتجعل من الإنسان كائنًا مشوهًا، وتنتصر لمراحل الزهو والانتصار، وقدرة الشعوب في اجتياز مراحل القهر، فهي تطرح نماذج إنسانية تخطئ وتضعف وتقاوم وتحتال، لكنها في نهاية الأمر تبحث عن الكمال والعدل والحرية، ولهذا فإن ضحى عاصى في هذه الرواية تتحدث عن ليل أفضى عبر المعاناة والمحنة الإنسانية إلى صباح آخر جديد، نتعشم أن يكون أكثر إشراقًا".
وقال الروائي شريف العصفوري: "جاءت الرواية بلغة عربية سلسلة وسريعة وثابة، وخيال الرواية له نطاق متماسك جعل التنقل بين المسارح السردية العديدة والمختلفة اللغة والثقافات صادقًا وحميميًا، إلحاح القصة السردية قوي ويربط بين صعود الإسلام السياسي في أفغانستان وسوريا ومصر والمغرب وتركيا ضمن حالة صراع سياسي وأيديولوجي".
وتابع: "الحرفة السردية لدى ضحى عاصي شاحذة وجميلة، بنيت النهاية الدرامية بموهبة ودقة عبر أربعة فصول في النهاية، واستخدمت الإيماء والإشارة والإخفاء والتمويه لمشهد الختام المؤثر والدال، فالأفكار والوجدان جاءا بفيض كبير، يجمع بين الرؤية الذاتية الفردية للأحداث الجسيمة التي بموسكو وليننجراد ونوفني، والقاهرة وشرم الشيخ، وبني حسن الشروق، وبنت الرؤية الموضوعية لتلك الأحداث من عدة زوايا للرؤى بعضها مبتكر وشديد الجدة".