برد أم كورونا
برد ولا كورونا؟.. ضحايا التداوي عبر الصيدليات يتحدثون لـ«الدستور»
حيرة شديدة يمر بها العالم أجمع في الوقت الحالي، بسبب عدم القدرة على التفريق بين فيروس كورونا ومتحوره أوميكرون ونزلات البرد العادية، ما يؤدي بهم إلى التداوي بشكل خاطئ وربما عدم اللجوء إلى الأطباء أيضًا بسبب كثرة التعرض لذلك في الأسرة الواحدة.
لذلك تشهد أدوية نزلات البرد وما يشببها فوضى كبيرة، نتيجة تشابه أعراض الإصابات الثلاثة، وكل يوم يظهر متحور جديد لفيروس كورونا يحمل نفس الأعراض في حال الإصابة به لذلك دومًا ما تنصح وزارة الصحة والمؤسسات الصحية باللجوء إلى الطبيب إلا أن البعض لا يفعل ذلك.
ويقع من يتداوى من الصيدليات بمفرده في أخطاء كثيرة، "الدستور" تحدثت مع عدد من ضحايا التداوي عبر الصيدليات دون الرجوع إلى الطبيب بعد إصابتهم بفيروس كورونا أو نزلات البرد أو المتحور الجديد.
هدى خالد، فتاة عشرينية، والتي تضررت من التداوي الخاطيء لنزلات البرد، إذا أصيبت به خلال الفترة الممطرة الماضية، وقامت بشراء مجموعة البرد من إحدى الصيدليات دون استشارة طبيب عن الأعراض.
قالت: "قالي إنها تركيبة من ثلاث أدوية من ضمنها مسكن ومضاد حيوي يتم وضعها في سرنجة إعطائها، أخذتها بالفعل دون الحاجة إلى روشتة أو تقرير طبي يشخص حالتي ولم يسألني الصيدلي عن تقرير طبي أو روشتة، وقالي أنها فعالة وملهاش مضاعفات ومسألش عن أي تاريخ مرضي ليا أو روشتة أو تقرير طبي بيشخص حالتي".
تضيف: "على مدار خمسة أيام كنت أشعر بسخونة في جسدي بعد تناول المجموعة وفي اليوم السبع من نفس الأسبوع أصبت بحساسية وحكة شديدة في الجلد رغم إنني لا أعاني من حساسية سواء من البروتين أو غيره، واضطررت للذهاب إلى الطبيب ولا أعرف صحة تلك المجموعة إلى الآن سوى أنني كنت مصابة بفيروس كورونا من الأساس".
كانت تظن سارة، ثلاثينية، أنها مصابة بنزلة برد حادة فقط لا غير، لذلك لم تستشير الطبيب وذهبت إلى الصيدلي من أجل أن يعطيها دواء يخص نزلات البرد، وبالفعل ظلت معتقدة ذلك وملتزم بتلك الأدوية لمدة أسبوع كامل حتى تدهورت حالتها.
قالت: "كل شتاء بيجلي برد مع بداية الفصل لاني مش بقدر اتحمل تقلبات الجو، عشان كدة شكيت أنها مجرد نزلة برد، لأن الأعراض بتكون زُكام وتكسير بالجسم، ورشح، وصداع بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة".
تقول " لا تجدي معي المُسكنات العادية عند مهاجمة الانفلونزا لي، فأنا مهما تناولت منها لا أشعر بتحسن واضح"، ذهبت إلى أحد الأطباء والذي أكد لها أنها اشتباه إصابة بفيروس كورونا وليس برد وكانت تأخذ جرعات "الكورتيزون" دون إشراف طبيب، وهي المسؤولة عن عدم تحسنها ، ثم خضعت إلى بروتوكول العلاج الخاص بكورونا.