تقرير ألماني: إثيوبيا الأسوأ في قمع الإعلام واستهداف الصحفيين
قالت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن إثيوبيا تعد ثاني أسوأ دولة في استهداف الصحفيين وسجنهم، ولديها تاريخ طويل من القمع الإعلامي وعرقلة التغطية الصحفية لاسيما تلك التي تغطي الصراع في تيجراي بأقصى شمال البلاد.
وذكرت أن الصحفيين الإثيوبين يواجهون تهديدات بالقتل بشكل مستمر ويتعرضون للاضطهاد والترهيب بسبب تغطيتهم الأحداث الجارية والانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإثيوبي والقوات المتحالفة معه في الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهر، مشيرة إلى أن تغطية النزاع أصبح يمثل تحديًا كبيرًا، حيث يتم تقييد حرية الصحافة، فيما يواجه الصحفيون ضغوطًا متزايدة وخطرًا مزدوجًا يتمثل في استهدافهم بسبب إما بسبب عملهم أو انتمائهم العرقي.
فرض حالة الطوارىء عزز مناخ القمع
وأوضحت الشبكة إن فرض الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد في أوائل نوفمبر الماضي، عزز مناخ القمع المفروض على وسائل الإعلام ما أدى إلى تعميق الفراغ المعلوماتي، حيث تم منع التحقق من الأحداث وجمع الشهادات من السكان على الأرض بسبب التعتيم الشامل للاتصالات، حتى أصبح من المستحيل تقديم التقارير الشاملة عن الصراع في تيجراي على الرغم من حجم الأزمة الإنسانية التي يشهدها الإقليم في الوقت الحالي.
وأضافت " لم تطأ قدم أي صحفي تيجراي منذ أكثر من ستة أشهر إثيوبيا لديها تاريخ طويل من قمع الصحفيين، لكن البعض يقولون إن الوضع الحالي أسوأ بكثير، كما تعرض المراسلون الأجانب للترهيب وحتى الترحيل، فيما تم تعليق ترخيص بعض المؤسسات الإعلامية إما بشكل مؤقت أو دائم."
وقالت أنجيلا كوينتال ، رئيسة برنامج أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين: "لدينا وضع لا توجد فيه إجراءات قانونية واجبة ، ولا محاكمة عادلة".
احتجاز الصحفيين بشكل تعسفي
وأضافت لـ "دويتشه فيله": "الصحفيون محتجزون بشكل تعسفي ولا يمثلون أمام المحاكم ، وهذا له تأثير مخيف على المجتمع الإعلامي الأوسع" ، مشيرا إلى أن اثنين من الصحفيين قُتلا في العام الماضي، بعد أن تم استهدافهما بسبب عملهما الصحفي، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية وموقع أديس ستاندرد الإخباري ، فإن ضباط الأمن الإثيوبي هم المسؤولون عن جريمة القتل.
فيما قال صحفي من أديس أبابا- طلب عدم الكشف عن هويته- للشبكة الألمانية: "أتعرض للمضايقات على مواقع التواصل الاجتماعي و أتلقى تهديدات بالقتل بشكل شبه يومي، يرسلون لك رسائل مباشرة على تويتر أو يرسلون لك رسالة على فيسبوك"، لافتا إلى أن مناخ القمع ، وخاصة ضد الصحفيين الإثيوبيين، أدى إلى انتشار الخوف والرقابة الذاتية في بعض الأحيان.