مؤسسة جروب «bookmark»: «قراءة كتاب واحد بتمعن أكثر فائدة»
وجَدت من الكُتب ملاذًا لها بعيدًا عن العالم فأدمنت قراءتها، وغاصت في تفاصيل كل كتاب على حدة، ساعية إلى نشر أفكاره الإنسانية مع أصدقاءها، حتى قادها شغفها إلى تأسيس جروب على موقع «فيسبوك» باسم «bookmark»، لتشجيع الشباب على القراءة، إنها سارة إبراهيم، التي التقت بها «الدستور» للحديث معها حول تأسيسها أشهر تجمع للشباب والكُتاب على مواقع التواصل الاجتماعي يهتم بنشر القراءة والكتب عبر الفضاء الإلكتروني.
بداية فكرة جروب bookmark
تقول سارة: «الفكرة جاءت لي في نهاية 2018، وبدأت تنفيذها في فبراير 2019؛ كنت في وقت بدأ فيه معدل قرأتي يزيد وكنت أشعر أنه لا يوجد أحد حولي لمشاركتي نفس الهواية وهي القراءة حتى أجلس معه للحديث عن الكتب التي أحببتها، ومن هنا جت فكرة الجروب أن يكون مكان يجمع كل من يحبون هواية القراءة».
لا سبيل للتغيير سوى بالقراءة
تتوقف سارة لحظات للتعبير عما بداخلها منذ أن حلت القراءة في حياتها واتخذت محورًا كبيرًا من اهتماماتها: "القراءة هي أهم وأعظم الأشياء، فائدتها عظيمة في تطوير العقل والنفس؛ القراءة لديها قدرة هائلة في تغيير التفكير وقييم الأمور".
كما ترى سارة أن هذا الشعور يراود كل من يقرأ بشكل مستمر، لأن تأثير القراءة خاصة إذا كانت روايات وليست كتب علمية يكون له أثر تراكمي «بعد وقت بتحس بالتغيير جواك» تقول سارة.
ما هي أكثر الكتب التي تجذب القراء؟
وعن أكثر الكتب التي تثير اهتمام القراء من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في جروب bookmark، الذي يحظى بمتابعة آلاف من الشباب، تكشف سارة أن الكتب الروائية هي ما يميل الكثيرون إلى قراءتها وكتابة المراجعات عنها، ومع هذا تسعى سارة ما بين فترة إلى أخرى إلى تسليط الضوء على الكتب العلمية، وتعود قائلة: "يميل الكثيرين من محبي القراءة إلى الكتب والروايات التي تنقلهم إلى عالم آخر وتساعدهم على التخيل".
ولكن هل صاحبة أشهر جروب للقراءة تلتزم بقراءة الكتب يوميًا أم لا؟ تبتسم سارة وهي تعبر عن يومها العادي: «دائمًا معي كتاب أضعه في حقيبتي بأي مكان أذهب إليه، حتى في عملي، إذا كان لدي وقت يسمح لذلك، استغله بالطبع في القراءة».
الكُتاب المفضلون
ومن كتاب سارة التي تفضل أن تقرأ لهم باستمرار، هم: الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس؛ والكُتاب أشرف العشماوي، عمر طاهر، هشام الخشن، محمد المنسي قنديل.
هل تحديات القراءة شيئًا إيجابيًا أم سلبيًا؟
غالبًا ما تنتشر في مجموعات القراءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مسابقات وتحديات للقراءة، لتشجيع الشباب على المزيد من قراءة الكتب الكثيرة، في منافسات طاحنة حتى يفوز أحدهم بالتحدي، ولكن سارة لديها رأي آخر، فترفض هذه الممارسات بجملتها، قائلة: "أنا ضد تمامًا القراءة تحت أي ضغط أي كان المسمى؛ تحدي قراءة؛ مسابقات؛ وخلافه من المسميات التى تضع القارئ تحت ضغط لكى يقرأ أكثر وينافس غيره علي مجرد عدد".
وتوضح وجهة نظرها: "أنا من أنصار أن قراءة كتاب واحد بتمعن وتركيز أكثر فائدة قراءة من 100 كتاب لمجرد يُقال قرأت العدد الفلاني" فترى سارة أن القراءة في النهاية للاستمتاع والاستفادة وليست للتباهي بالعدد، فيمكن أن تكون فكرة تحديات القراءة جذابة من الخارج للتحفيز علي القراءة، لكن مضمونها نتيجته في الغالب سلبية والسبب الأول، والأساسي أن كتير من القراء بيوصلوا للحالة الشائعة التي تسمى بـ reading block تصبح فيها القراءة شيئًا صعبًا.
وفي ختام حديثها، تنصح سارة الكثير من الشباب ومحبي القراءة، الابتعاد عن أي تحديات ويكفي تحديات وضغوط الحياة عامة، وتحثهم على القراءة بـ"مزاج وروقان بال".