«مجتمع المعرفة فى مصر».. كتاب جديد لـ مروة حسونة عن دار النهضة العربية
يصدر حديثاً كتاب "مجتمع المعرفة في مصر" للباحثة فى مجال الإعلام والكاتبة مروة حسونة عن دار النهضة العربية للنشر والتوزيع، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ"53".
يتناول الكتاب الذى هو عبارة عن رسالتها بمرحلة الماجستير بكلية الإعلام جامعة القاهرة تحت إشراف الأستاذة الدكتورة عواطف عبد الرحمن؛ عملية التحول الرقمي في مصر سعياً لتشكيل مجتمع معرفة مصري وصولاً للثورة الصناعية الرابعة، وقدم لهذا الكتاب الدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات السابق فى مصر.
ومن مقدمة ماجد عثمان: "يتشكل مجتمع المعرفة نتيجة للتغيير المجتمعي المدفوع بالابتكار التكنولوجي والتحول المؤسسي، والذي لا يتعلق بالابتكارات التكنولوجية فحسب، بل يتعلق أيضًا بالبشر وتطورهم الشخصي وإبداعهم الفردي وخبرتهم ومساهماتهم في توليد المعرفة. وأحد الأدوار الأساسية للمؤسسات في مجتمع المعرفة يكمن في ضمان نقل مصادر المعرفة وتطويرها عبر الأجيال. ومجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يقدر ويعترف بالدور المؤثر للمعرفة ومساهمتها في السعي لتحقيق التنمية المستدامة وهو المجتمع الذي يحفز ويشارك ويتيح لجميع أفراد المجتمع المعرفة التي يمكن استخدامها في حل المشاكل التي تواجه البشر والتي تسهم في الارتقاء بجودة الحياة وتحسين حالة الإنسان.
ولا شك أن صدور كتاب جديد باللغة العربية ومشتق من أحوال المجتمع العربي حول مجتمع المعرفة هي إضافة تستحق الاحتفاء.
تتسع وتتعدد المداخل لتناول موضوع مجتمع المعرفة ولا يمكن لكتاب واحد أن يضم بين دفتيه كل ما يلزم معرفته عن مجتمع المعرفة، إلا أن هذا الكتاب له أهمية خاصة لأنه يتناول دور الإعلام الإلكتروني في تشكيل مجتمع المعرفة. وهو تناول مهم في ضوء التزايد المستمر لدور الإعلام الإلكتروني وتنوع قنواته وتعدد المساهمين في محتواه، مع كل ما يحيط الإعلام الإلكتروني من انتقادات تتصل بحوكمته ومدى التزامه بالاعتبارات المهنية، وما يثيره من قضايا شائكة في مقدمتها حقوق الإنسان والحق في المعرفة وحرية التعبير وما يتقاطع معها من اعتبارات الأمن القومي والاعتبارات الأخلاقية والخصوصيات الثقافية.
وفي تناوله للتأثير الثقافي لمجتمع المعرفة عرض الكتاب أربع تحولات لها تأثيرها العميق على حياة البشر وهي التحول من العزلة إلى الاندماج، والتحول من الإعلام إلى الاتصال، والتحول من الترابط إلى التفكك التنظيمي، والتحول من سيطرة المرسل إلى خيار المتلقي. وهو بذلك يثير أسئلة حاكمة ستظل تسيطر على العالم لأجيال قادمة.
ويتصدى الكتاب - في محاولة جادة - للتعرف على تصورات النخب المصرية لمستقبل الإنترنت وتشكيل مجتمع المعرفة من خلال بناء ثلاث سيناريوهات استطلاعية لدور الانترنت في تشكيل مجتمع المعرفة لدى النخب المصرية وشروط إنتاج المعرفة وتحقيقها في الواقع المصري في إطار النسق الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي والحضاري بمكوناته الرئيسية. والسيناريو الأول هو السيناريو "التحولي" (الراديكالي) لدور الانترنت في تشكيل مجتمع المعرفة، والسيناريو الثاني هو السيناريو "الإصلاحي" لدور الإنترنت في تشكيل مجتمع المعرفة، والسيناريو الثالث هو السيناريو "الاتجاهي _ الخطي" لدور الإنترنت في تشكيل مجتمع المعرفة.
وتم الاستعانة بعدد من المقابلات الاستقصائية مع مجموعة من الخبراء المتخصصين في مجالات المعرفة والإعلام في مصر بقصد الوصول إلى تعريف شامل لمجتمع المعرفة في مصر، بالتطبيق على المواقع الإخبارية الإلكترونية للصحف المطبوعة، قوامها خمسة مواقع إلكترونية للصحف المطبوعة وشبكات التواصل الاجتماعي قوامها ثلاث شبكات لرصد أراء النخب المصرية محل الدراسة شمل 61 من النخب المصرية.
ويشير الكتاب إلى عدد من التوصيات ذات الصلة بتعميق مجتمع المعرفة في مصر لعل من أهمها، ضرورة إرساء سياسات اقتصادية وترتيبات مؤسسية بجانب معامل تفكير قوية "Think Tanks " تتمثل في مراكز الدراسات والأبحاث التابعة للجامعات والمؤسسات العلمية والصحف أو تلك القائمة بذاتها كمؤسسات مجتمع مدني تعمل على جمع وتصنيف المعلومات وإعداد دراسات وبحوث تناقش قضايا الحاضر وتحلل مشكلات المجتمع والدولة أو تجري دراسات مستقبلية تؤهل فيها الإدارات السياسية على تصور مشكلات المستقبل ووضع حلول استباقية لهذه المشكلات لتكون الأمم مستعدة لعواصف الزمن أو تغيرات الجغرافيا أو تقلبات الصراعات الإقليمية والدولية.