الكاتب عمرو شعراوى يشارك فى معرض الكتاب برواية «أسفار النسيان»
يشارك الكاتب الروائي دكتور عمرو شعراوي، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة من 26 يناير وحتي 7 فبراير 2022، بأحدث مؤلفاته الصادرة حديثًا عن دار العين للنشر والتوزيع، رواية "أسفار النسيان".
وكانت دار العين قد سبق ونشرت لـ عمرو شعراوي، رواية "طوكر.. حكاية مائة وألف قمر" 2016 وحصلت في نفس العام على جائزة "مجمع اللغة العربية" كأفضل رواية تاريخية، ورواية "ثورة قاو الكبرى 2019".
ومما جاء في رواية "أسفار النسيان"، للكاتب عمرو شعراوي نقرأ: "كانت حالة المريض فهمي حمزة الريدي غريبة على الطب آنذاك حيث أصيب بالعمه البصري وفقدان الذاكرة، فما يراه بعينيه يُترجم لأشكال ضبابية لا يستطيع الربط بينها وبين ما يدور حوله، لكن لم تقف حالته عند هذا الحد، فلم يفقد فهمي ذكريات طفولته وشبابه وعلاقته بأخواته وجيرانه وحياته السابقة ككل فحسب، بل فقد أيضًا قدراته المعرفية بما فيهم القراءة والكتابة ومعرفة الأرقام".
حاول جاره الطبيب المعالج له أن يساعده على استعادة تلك القدرات ووضع له برنامج تأهيل أشرف عليه بنفسه، كما قام بالتفرغ لدراسة حالته، لكنه كان يتحسن ببطء شديد مخيب للآمال، في لحظة كاشفة طلب الطبيب من فهمي أن يكتب ما يرد على ذهنه بشكل تلقائي مستعملًا أسلوب الاسترسال الحر، فاتضح له أنه يستطيع كتابة كلمات كانت تستعصى عليه حروفها في السابق، ومع مرور الوقت أصبح بإمكانه تدوين جملًا وفقرات ذات معان متكاملة، يسطرها بسلاسة شريطة أن يستمر في الكتابة بعفوية ودون انقطاع، لكن بدأت الشكوك تطارد الطبيب والإحساس بالتفاؤل يرهقه مع مرور الوقت، فسأله: "ماذا ستفعل بحياتك؟"، أجاب فهمي: "سأكتب ما كتبته حتى الآن أعاد لي حياتي. لقد أنقذتني الكتابة من التيه".
وهكذا، بدأ "فهمي" في التدوين في محاولة منه للقبض على خيط كل ما فقده، كتب عن طفولته وطفولة أخواته سعيد ويحيى ومنيرة وسماح وكفاية الذين تفرعوا كل منهم في حياة وطريق مختلف في شتى ربوع القاهرة، واتخذوا مسالك مختلفة في الحياة سواء كانت سياسية أو اجتماعية، يغرق "فهمي" في تفاصيل حياتهم مستدعيا لحظات دقيقة شكلت ثقوبا سوداء في ذاكرته وكادت أن تبلعه.
بعد انتهائه من التدوين ومرور ما يقارب العام، ذهب "فهمي" إلى منزل الطبيب الذي كان قد تفرغ لحالات أخرى لدراستها، وهناك أفصح "فهمي" عن إحساس دفين يزعجه، كان يشعر أنه سجل دقائق حياة شخص يشبهه لكنه غريب عنه، في النهاية سلمه كل دفاتره وأوراقه، وقال إن هذه الذكريات لا تخصه.
وهنا نتوه بين دروب خيال فهمي والحقيقة التي سارت في طريق متوازي مع حكاياته، حكاية سعيد ضابط الجيش ويحيى المتخبط في آرائه السياسية الشائكة والحياة الاجتماعية لأخواته البنات والأخت التي تزوجت الثوري البوهيمي على غير رغبة الأسرة، قصص عن أبيه الشارد وحب أمه المرضي له ومغفرتها كل ما عانته معه في حياتها.
"أسفار النسيان"، للكاتب عمرو شعراوي، رواية عن قوة الحدث وتدفق الحياة وسريانها ومدى تأثيرها في الذاكرة حتى تلك التي عانت من تشوش رهيب كما حدث في حالة المريض فهمي حمزة الريدي.