سالم بـ«ديارنا شرم الشيخ»: المعرض «قدم السعد» وطريقي للعالمية
قال محمد سالم، أحد المشاركين بمعرض ديارنا بمنتدى شباب العالم في شرم الشيخ، إنه لم يرث مهنة صناعة الأدوات اليدوية أبا عن جد، ولا كانت مجال دراسته الجامعية، فهو خريج كلية الحقوق، وظل طوال 20 عاما صاحب جاليري للمنتجات اليدوية بمدينة شرم الشيخ، يشترى من أصحاب المهن ويبيع للسائحين، حتى تراجعت المبيعات نتيجة بعض الأحداث في مصر وقتها.
وأضاف سالم، أنه قتها قرر العودة للقاهرة والاتجاه لصناعة الخزف، لحبه منذ الطفولة للأواني الخزفية الموجودة في بيتهم، الأطباق وفناجين القهوة وغيرها، وخاصة أن في عائلته أقارب متخصصون في نحت وتدريس الخزف بكلية الفنون التطبيقية، يمكنهم مساعدته.
ويروي محمد: «قرأت وسألت عما تحتاجه صناعة الخزف، وقمت بشراء الأفران وما احتاجه فى ورشتي من أدوات، حتى تكون منتجاتي ذات جودة عالية، فاختارت أجود أنواع الطينة المصرية القديمة لصناعة الأواني، ومن الجليز والألوان أجودها».
وتابع: «في 2016 أصبحت ورشتي قادرة على الإنتاج، واختارت (قدم السعد) كعلامة تجارية، وبلغ عدد العاملين في الورشة اثنين من الخزافين فقط، حتى بلغوا بعا سبعة خزافين ورش جليز، ورسام، وكلهم من محبي الرسم من الشباب والفتيات، بعد عام من أول إنتاج لقدم السعد، استطعت أن أحقق أهدافي، وعملت اسم كويس في السوق، والمعادلة هي اجتهد تتميز في شغلك وتكون مختلفا عن الباقي، وتبقى حطيت رجلك على بداية الطريق، وأعتبر أن سر المهنة عدم تقليد أحد، فالأرزاق بيد الله».
ويهتم محمد كثيرا بالتصميمات، ويعتبرها الجزء الأهم من تميز "قدم السعد"، ويظل يجرّب لكل تصميم ما يناسبه من ألوان على الكمبيوتر قبل أن يطبعها على الورق، "بعض التصميمات يناسبها الألوان المطفية، مثل الفازة ذات الجسم الدائري الكبير والعنق الرفيع، وتصميمات أخرى تناسبها الألوان الزاهية، مثل المناظر الطبيعية للريف المصري، والموتيفات الاسلامية الشهيرة كزخرفة الطبق النجمي على الماجات والأطباق.
ويجذب قدم السعد الأطفال والأمهات برسوم للشخصيات الكرتونية المحببة مثل ميكي ماوس وبطوط وأحيانا صورة الطفل نفسه، وألعابه، ويمكن أن يصنع لهم أدوات طعام يحتفظ بها الطفل في مطعم المدرسة لاستخدامه الشخصي، أو في البيت، ولمحبي أم كلثوم طاجن مكتوب عليه"عودت عينى"، ولمحبي القطع الفريدة فازة كبيرة طويلة العنق مكتوب عليها بشكل دائري "الحمد لله رب العالمين" ويصل سعرها إلى 1700 جنيه، فيما لا يتعدى سعر الماج 90 جنيها.
وبعض هذه التصميمات تحتاج إلى محترفين مختصين لتنفيذها، وليس فقط حرفي فخار، "أجلس بجانب الحرفي الفنان أثناء التنفيذ لنصل لما أريده والطينة لاتزال طرية، الكتابات تحتاج لخطاط يجيد الخط ، وليس أى حرفي صناعة فخار، ليكتب بالكشط على الطينة وهي طرية، وفي تنفيذ رسوم الماندلا استعنت بفنان متخصص في رسم الماندلا على الحوائط والتي شيرتات والكابات، لمعرفته بألوانها وسومها والموضة فيها، وقد احتاج لثلاثة أيام من التجريب ليستطيع التحكم والرسم باستخدام الفرشاة والجليز، بدلا من الأقلام التى يرسم بها".
يلبي خزف قدم السعد "طلبات العرايس اللاتي يرغبن في تجهيز بيوتهن الجديدة بأطقم أطباق ذات تصميمات يخترنها، إما من تصميمات قدم السعد أو تصميم من عند العروسة، سعر تنفيذ التصميم الخاص هو نفس سعر تنفيذ تصميات قدم السعد، لأنى أحب أن أعامل المشترى بأمانة، ولذا أضع أسعار كل منتج عليه، ليشترى الجميع بنفس السعر".
يحب محمد سالم أجواء معارض ديارنا: "في كل معرض يزيد التنظيم ويزيد عدد العارضين، وتزيد جودة معروضات زملائي من الحرف الأخرى، فالخبرة والرغبة في التطوير تعلي من جودة المنتج، وتنافسنا يجعلنا دائما نسعى لتجويد منتجاتنا ونتبادل الأفكار الجديدة، فقد جذبتني بعض الشخصيات التى صممها زميلي في المعرض فنان النحت على الخشب محمود بغدادي من الأقصر، فاستأذنته في أن أرسمها على أطباق الخزف ووافق مسرورا، وفي معارض ديارنا روح جميلة، الحرفيون من مختلف التخصصات يفرحون لنجاح بعضهم البعض".
ما زال محمد سالم يعتمد على السوق المصري في تسويق منتجاته، لكن منتجاته تصدر للخارج بشكل غير مباشر من خلال بعض الأفراد، ممن يطلبون منتجاته ويسوقونها في الإمارات والسعودية والعراق والبحرين وأمريكا وفرنسا.