«ضرر مدفوع الثمن».. جلسات «البوتوكس» تحرق الشعر وتتُلف فروة الرأس
حالة نفسية بشعة أُصيبت بها مروة مجدي، من قاطني محافظة الإسماعيلية، بعد أيام معدودة من خضوعها لإحدى جلسات علاج الشعر بـ"البوتوكس"، والتي تعرضت فيها إلى مكواة قوتها 750 وات، فضلًا عن المواد الكيميائية مجهولة المصدر التي اكتشفت أضرارها مع مرور الأيام.
تروي الفتاة العشرينية، المأساة التي عاشتها وهي تحاول استرداد ما فقدته من شعر:"كنت أشعر بشئ يحترق داخل فروة رأسي بعد يومين من إجراء (البوتوكس)، وتواصلت مع المصففة لمعرفة سبب حدوث ذلك، وأخبرتني حينها أن هذه الحروق ناتجة عن استخدام مكواة الشعر، مؤكدة أن ما يحدث أمرًا طبيعيًا للغاية".
اطمئنت الفتاة لحديث مصففة الشعر، وحاولت تجاوز الأمر دون التفكير فيه كثيرًا، لكن ذلك الشعور لم يدم، فالشعر بدأ يتساقط بشكل كامل من الجذور، حتى لجأت إلى الكشف الطبي لدى طبيبة جلدية، وهنا أدركت "مروة" الكارثة التي وقعت ضحيتها.
التقرير الطبي كشف أن الحروق التي عانت منها كانت بسبب "البوتوكس" المُستخدم في علاج الشعر، والذي سبب لها التهابات شديدة في فروة الشعر، ونتج عنه قشرة كثيفة على الرأس أحدثت حُفر وصلت للطبقة الدهنية، والشعر نفسه حُرق بشكل تام، والسليم منه أصبح ملتويًا لا يمكن علاجه بسهولة.
عادت "مروة" مجددًا إلى المصففة، وطالبت بحقها فيما تعرضت له من أضرار جسيمة، لكنها رفضت رد ثمن الجلسة، أو تعويضها عن الخسائر الفادحة التي كلفتها أكثر من ألف جنيه خلال رحلة بحثها عن علاج، لذا قررت أن تلجأ إلى القانون لتسترد ما خسرته بشكل رسمي.
علاج مشبوه
قالت دينا أنور، خبيرة التجميل، إن “العلاج بـ(البوتوكس) لا يمكن تداوله داخل محال تصفيف الشعر دون رقابة، لأن هناك منتجات مزيفة تحوي مواد كيميائية ضارة للغاية، بمجرد أن يتم وضعها على فروة الرأس، سرعان ما تنهشها من داخل جذورها، وإذ لم تتوجه الضحية إلى أقرب طبيبة متخصصة ستتفاقم الأزمة بشكل خطير قد تصل إلى الصلع التام”.
وأضافت الخبيرة "يُعد نوعًا من أنواع السموم التي تفرزها بكتيريا البوتولينيوم المسببة للتسمم الغذائي، ويتم إزالة هذه السموم منه لاستخدامه في الأغراض العلاجية، مثل عمليات شد الوجه وتكبير الوجه، ولكن التركيب الحقيقي للبوتكس المستخدم في علاج الشعر يتكون من الكولاجين مع بعض البروتينات المستخلصة من الكافيار وفيتامين هـ وفيتامين ب5.
وعن طريقة الاستخدام في علاج الشعر، لفت إلى أنه "يتم حقن البوتوكس في أمبولات، ثم توضع على فروة الرأس بشكل مباشر، لاستخدامه كعلاج للتقصف وإضفاء قوة ولمعان على الشعر، والتخلص نهائيًا من أي مشكلات تتعرض لها فروة الرأس".
أشارت أيضًا إلى الأضرار الناتجة عن استخدامه، وبالأخص داخل محال تصفيف الشعر التي تبيعه للسيدات بسعر زهيد للغاية مقارنة بسعر الأصلي؛ ما يؤكد استخدامهم لمنتجات ضارة ومزيفة، والتي تتسبب في تعرض مُستخدميه إلى زيادة كثيفة في طبقات القشرة على الشعر، وإفراز الزيوت والدهون، لكن ما هو أكثر كارثية أن هناك حالات قد تتعرض للسرطان فور استخدام هذه المنتجات مجهولة المصدر.
ونوهت بأن “هذه الإجراءات العلاجية يجب أن تتم داخل مراكز التجميل المرخصة وعلى أيدي أطباء متخصيين، يعرفون جيدًا النسب المحددة التي يمكن وضعها على فروة الرأس، في حين أن تكلفة حقن البوتوكس تتراوح من 2500 جنيه إلى 4500 جنيه، وترتفع التكلفة تدريجيا بزيادة عدد الأمبولات المستخدمة، وهذا ما يُخالف ما تتبعه محال تصفيف الشعر التي تتلاعب بالسيدات والفتيات بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية”.
كانت قد حذرت العديد من الدراسات الطبية من مخاطر استخدام هذه المواد على الشعر ، والتي نشرتها مؤخرًا مجلّة Allure magazine الأمريكيّة، محذرة من أن حقن البوتوكس التي تصيب السيدات بتلف الشعر، تحوي مادة الكيراتين بتركيز عالٍ، في حين أنّ الحدّ المسموح به لاستخدام "الفورمالين" في مستحضرات التّجميل، والمصرّح به من قبل إدارة التغذية والعقاقير الأمريكيّة، لا يتجاوز 0.2 %.
وكشفت المجلّة أنّ النسبة المتواجدة في معظم منتجات "الكيراتين" المستخدم لفرد وعلاج الشعر تتجاوز الـ2%، أي أكثر من 10 مرّات من التركيز المسموح به، بالإضافة إلى مادّة "الفورمالدهيد" التي تُستخدم لفرد الشّعر وتشكل خطورة على الجهاز التنفسيّ، وقد يُسبب وجودها الإصابة بسرطانات الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي، حسب دراسات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.