مناقشة كتاب «الاقتباس من الأدب إلى السينما» بجاليرى ضى.. الليلة
ينظم جاليري ضي ــ أتيليه العرب بمقره الكائن في المهندسين، في الخامسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، حفل توقيع ومناقشة كتاب "الاقتباس من الأدب إلى السينما.. محطات في تاريخ مشترك"، من تأليف الشاعر وليد الخشاب، والباحثة دكتورة سلمي مبارك، والصادر مؤخرًا عن دار المرايا للثقافة والفنون، ويدير اللقاء الشاعر محمد حربي.
بينما يعود تاريخ فنون السرد فى الأدب العربي إلى حوالي القرن الخامس، فإن فن الرواية بمعناه الحديث قد ولد ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبدايات العشرين.
في هذه المرحلة، وبالتحديد عام 1896، أقيم العرض الأول لسينما توجراف الأخوين لوميير بالإسكندرية، بينما تم نشر "زينب" لمحمد حسين هيكل (1913) - التي تعد من منظور الكثيرين الرواية المصرية الحديثة الأولى- قبل عشر سنوات من عرض أول مصري لفيلم روائي قصير من إخراجه وتصويره وإنتاجه : "برسوم يبحث عن وظيفة" (1923) لمحمد بيومي.
ساهمت تلك البدايات المشتركة في خلق علاقات متداخلة ومتنوعة بين الأدب والسينما، وفي القلب منها تحويل الأعمال الأدبية إلى السينما - أو ما يطلق عليه الاقتباس، وإذا كان تفوق السينما المصرية في العالم العربي وما وراءه يعود إلى وجود صناعة قوية ولدت في أوائل الثلاثينيات، فمن المؤكد أن اقتباس الأدب قد لعب دورًا لا يقل أهمية في توسيع قاعدة هذه الصناعة مع إنتاج ما يقرب من 360 فيلمًا مستمدًا من الأدب العربي والغربي ما بين عامي 1930 و 2019.
يسعى هذا الكتاب إلى دراسة تلك الظاهرة المحورية فى تاريخ السينما والأدب في مصر، بهدف رسم معالم الطريق الذي جمع الوسيطين، وتحديد ملامح بعض المحطات الكبرى للقائهما، والتأسيس لرؤية تتجاوز فكرة التجاور بين الفنين، وترصد حركة تفاعلهما منذ الفوران الأول الذي صاحب بدايات تيار الحداثة في مصر.
يعد هذا الكتاب الذي يضم اثني عشر فصلًا تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل المشترك بين سلمى مبارك ووليد الخشاب الذين قاما بجمعه وتحريره، وهو نتاج تطوير لمجموعة من الأبحاث التي قدمت باللغتين العربية والفرنسية إلى المؤتمر الدولي الأول من تنظيم "شبكة آمون للباحثين في الأدب والسينما" بجامعة القاهرة، والذي أقيم في نوفمبر 2019، حيث شكل هذا المؤتمر أول فاعلية أكاديمية من هذا النوع تتخذ من السينما موضوعًا رئيسيًا، ويتمتع فيها الفن السابع بشرعية الوجود فى الجامعة المصرية، ذلك من خلال رؤية تفكك التسلسلات الهرمية وتضع السينما فى سياق مجال دراسات الإنسانيات.
بدا الاقتباس - فى بدايات القرن العشرين - كنموذج من نماذج نقل الحداثة التي اعتمدها العالم العربي.، فهو حالة وسط بين الترجمة والتأليف الأصيل على منوال المؤلفات الغربية، فحين استدعى محمد علي باشا على سبيل المثال الكولونيل سيف ليقتبس تنظيم الجيش النابليوني الفرنسي، كان الاقتباس شكلًا من أشكال التفاعل بين أوروبا ومصر، ووسيلة تبنتها الدولة المصرية لتحديث مؤسساتها أو اعتمدها المثقفون المصريون لتجديد الإنتاج الثقافي.