لماذا يهاجم «الموت المفاجئ» رياضيين أصحاء على المستطيل الأخضر؟
استطاع «الموت المفاجئ» للاعبين على المستطيل الأخضر أن يُحول صوت صفارة الحكم إلى صوت إنذار سيارة الإسعاف.
في شهر ديسمبر الحالي خطف الموت المفاجئ أرواح 4 لاعبين داخل الملاعب في 5 أيام فقط، الأمر الذي تسبب بصدمة كبيرة في الوسط الرياضي، مما جعل أصواتاً تظهر منادية بضرورة خضوع الرياضيين لفحوصات طبية دقيقة بشكل مستمر، بالإضافة إلى تحسين جودة الجانب الطبي ووجود سيارات الإسعاف في الملاعب لمحاولة إنقاذ أي رياضي يتعرض لمشكلات قلبية.
في مصر أعلن نادي الإسماعيلي المصري عن وفاة أدهم السلحدار لاعب الفريق السابق ومدرب نادي المجد السكندري إثر تعرضه لأزمة قلبية، وذلك عقب تسجيل فريقه هدف الفوز في الثواني الأخيرة، بمرمى فريق الزرقا، بدوري الدرجة الثانية المصري.
أما بإندونيسيا توفى توفيق رمزي (20 عاماً) حارس مرمى نادي تورنادو المشارك في دوري الدرجة الثالثة الإندونيسي لكرة القدم عقب تدخل عنيف تعرض له أثناء المباراة ضد نادي فاجانا بسبب تعرضه لإصابة عنيفة في الرأس.
وكانت حالة الوفاة الثالثة للاعب نادي مسقط العماني مخلد الرقادي (29 عاماً) قبل مواجهة نادي السويق ضمن الجولة السادسة من الدوري العماني بينما في الجزائر توفي قائد فريق مولودية سعيدة الجزائري، سفيان لوكار (28 عاماً) بسبب أزمة قلبية تعرض لها عند مواجهة فريق جمعية وهران، أما الرابعة فكانت وفاة اللاعب الكرواتي مارين كاشيتش بعمر 23 عاماً.
يقول الدكتور إبراهيم عبد النبي، استشاري أمراض القلب، لـ«الدستور»، إن الجهد البدني الكبير والإرهاق أحد أسباب الوفاة بالملاعب، بالإضافة إلى الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له اللاعب أثناء أدائه المباريات وقبلها.
يتابع أن هناك من اللاعبين من يعاني قصورًا بالدورة الدموية لشرايين القلب، والذي لا يتم تشخيصه إلا في وقت متأخر، مما يجعل اللاعب معرضاً بأي وقت لهذا الموت المفاجئ.
ويلفت إلى أن كهرباء القلب أحد الأسباب الشائعة لمتلازمة توقف القلب المفاجئ عند الرياضيين، مضيفاً: «يجب الفحص الطبي الجيّد للاعبين قبل القدوم على القبول بأي رياضة، وذلك من خلال إجراء رسم قلب عادي، لتشخيص بعض الحالات من العيوب الخلقية، والتي تعرض اللاعب للوفاة».
ويوضح أن اللاعب لا بد أن يخضع كذلك لعمل أشعة «إيكو» موجات فوق صوتية على القلب قبل ممارسة أى نوع من الرياضة العنيفة.
ويشير الدكتور محمد سليم أخصائي أمراض القلب إلى أن الموت المفاجئ الذي غالبًا ينتج عن السكتة القلبية، يأتي كثيرًا لأشخاص أصحاء وقلوبهم جيدة ولكنه يفتك بهم بسرعة، لذا يطالب بأن يكون هناك فريق طبي مجهز بأحدث الأجهزة الإنعاشية الطارئة الطبية وطبيب مدرب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي والمتقدم وليس إخصائي إسعاف، وذلك من أجل الإنعاش القلبي الرئوي في الملاعب الرياضية.
ويشير إلى أن الإسعاف ينبغي أن يتم عمله بنفس مكان الإصابة فهنا يكون التعامل فقط مع دقائق معدودة حيث إن توقف القلب وعدم تلف الدماغ يحتاج فقط إلى 3- 5 دقائق لإنقاذ المصاب، مما يُظهر الأهمية البالغة لعامل الزمن في تلك الحالات.