تطوير مراكز التدريب المهني.. أين وصل التعليم الفني في مصر؟
لم يعد التعليم الفني يحمل نفس الصورة القديمة عنه، بأنه أقل من التعليم الثانوي، بعدما قامت الحكومة بعمليات تطوير له حتى بات له رواده من الطلاب والطالبات، الذين يمتلكون مهارات خاصة وحرف يحتاجها سوق العمل في الوقت الحالي، حتى أصبحوا متساوون في العدد والرغبة في الالتحاق بالتعليم الفني من طلاب الثانوية العامة.
وخلال الفترة الأخيرة قامت وزارة التربية والتعليم بالعديد من مشروعات التطوير التي تخص التعليم الفني، ليصبح مساويًا للتعليم الثانوي، وتزداد الرغبة لدى الطلاب في الالتحاق به دون الشعور بأنه أقل من التعليم الثانوي حتى كسرت الحكومة تلك العقدة.
واتساقًا مع ذلك، قال المهندس أيمن قطامش رئيس الإدارة المركزية للتدريب المهني بوزارة القوى العاملة، إن الوزارة بدأت خطة تطوير مراكز التدريب المهني وعددهم 38 مركزًا منذ شهر أبريل 2018، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من تطوير 12 مركز تدريب، بمعدل 77 ورشة عمل، وذلك من أصل 341 ورشة تدريب، بتكلفة وصلت إلى 100 مليون جنيه.
وأضاف قطامش أن الوزارة تستكمل حاليًا تطوير باقي مراكز التدريب بميزانية تصل لـ200 مليون جنيه، بحلول نهاية عام 2023، موضحًا أن التدريب يشمل مهن الطاقة الشمسية، التبريد والتكييف، التفصيل والخياطة، وهي من أكثر المهن المطلوبة بسوق العمل المصرية خلال الفترة الجارية.
وأكد أن مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة القوى العاملة، سيكون لها دور كبير في تخريج شباب مؤهل للعمل بالخارج وخاصة ليبيا خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن مهنة التشييد والبناء من أكثر المهن المطلوبة لدولتي ليبيا والعراق، مشيرًا إلى أن الوزارة تمتلك 6 مراكز تدريب مهني مجهزة على مهن التشييد والبناء داخل المحافظات، مثل سوهاج وقنا والمنيا، والإسماعيلية.
وبالفعل تدل الأرقام الرسمية على تطور التعليم الفني في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، وترصد "الدستور" في التقرير التالي رحلة تطور التعليم الفني في مصر خلال الفترة الأخيرة.
في العام الماضي، تم إضافة تخصص جديد من خلال إنشاء الكثير من مدارس التكنولوجيا التطبيقية وهي المدارس التي تواكب متطلبات سوق العمل والثورة الصناعية الرابعة، كان من بينها مجال الذكاء الاصطناعي وماكينات التحكم الرقمي والإلكترونيات وصناعة السيارات وصناعة الحلي وغيرها من التخصصات والصناعات المتقدمة التي تواكب العصر الحالي.
الى جانب المدارس الجديدة والتخصصات تم تطوير أساليب التعليم الفني منها إدخال الرسم باستخدام الحاسب الآلي ولحام السيارات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات ميكانيكا السيارات، وتكنولوجيا تصميم الملابس، وقطاعات التكييف والتبريد، حتى تتمكن الوزارة من إرسال الطلاب إلى سوق العمل فيما بعد.
وكذلك عمدت وزارة التربية والتعليم إلى إطلاق عدد من المبادرات من أجل التشجيع على الالتحاق بالتعليم الفني، منها مبادرة "اشتغل فني" بدعم وتمويل من الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبى لـ"tvet"، وبإشراف وزارة التجارة والصناعة، بهدف خلق منظومة موحدة للتعليم الفني والتدريب المهني، وكذلك العمل على تأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل وتأهيل العمالة الفنية الخاصة بعمالة المصانع.
وبحسب بيانات الوزارة فإنه تم تم تجهيز 6079 مدرسة وتطوير 4098 فصلًا وإنشاء 6 مدارس تكنولوجية تطبيقية، وتظهر نتائج تلك الجهود في أن نحو 54% من طلاب الإعدادية يتجهون للتعليم الفني، بينما 46% الباقون يتجهون للثانوية العامة.
كل عمليات التطوير تلك تظهر نتائجها في زيادة الإقبال على التعليم الفني حيث إنه لأول مرة يزداد طلاب التعليم الفنى 2 مليون طالب، ولأول مرة منذ سنوات كثيرة يحدث نمو للتعليم الزراعي بشكل خاص ليصل إلى 200 ألف طالب حاليًا.