«فايننشال تايمز»: الحرب فى إثيوبيا مأساة مزقت البلاد جانبا
حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، من أن "الحرب في إثيوبيا ليست فقط مأساة للبلاد بل لقارة إفريقيا برمتها"، محملا حكومة أديس أبابا المسئولية وراء تدهور الأزمة؛ بسبب ارتكابها جرائم الكراهية العرقية ضد سكان إقليم تيجراي بهدف إبادتهم.
ولفتت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أنه بعض النظر عن الوضع على الساحة العسكرية في الصراع بين قوات الحكومة المركزية وقوات جبهة تحرير تيجراي، خلال الفترة الأخيرة، تتسم الحرب بتوافد التقارير الحقوقية الموثقة بالأدلة عن سلسلة من الانتهاكات المروعة تشمل المذابح والعنف العرقي والاغتصاب الجماعي على يد الحكومة الإثيوبية والقوات المتحالفة معها "الإريتريون والأمهرة" ضد المدنيين من أهالي إقليم تيجراي بشمال البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحدث تلك التقارير صدر في الشهر الجاري مع إعلان منظمتين حقوقيتين أن آلاف المدنيين من عرقية تيجراي الذين حاولوا الفرار من موجة العنف الجديدة تعرضوا للقتل والطرد القسري والتعذيب الممنهج على يد القوات المسلحة من منطقة أمهرة المتحالفة مع الجيش الإثيوبي.
وأضافت: "كان من المفترض أن تنتهي حرب إثيوبيا في تيجراي بحلول عيد الميلاد (آخر العام)، ولكن مر أكثر من 12 شهرًا، حتى الآن، ولم تنته الحرب، بل شهدت خلالها جميع الأطراف انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ارتكبها النظام الحاكم في أديس أبابا".
إثيوبيا تتمزق جانبًا
وتابعت: "إثيوبيا تتمزق جانبًا بسبب الكراهية العرقية وعمليات الثأر القديمة، وحاولت جبهة تحرير تيجراي حل الأزمة من خلال منح المناطق انسحابا من جانبها".
وواصلت الصحيفة البريطانية: "إن القوات الحكومية فشلت في الالتزام بالمعايير الأساسية للحرب، حتى إن أديس جندت قوات من إريتريا، العدو القديم لإثيوبيا، للمساعدة في سحق أفرادها، إذا كان هناك فائز واحد من كل هذا، فهو أسياس أفورقي، الديكتاتور الإريتري المخضرم".
دعوات دولية بالسلام لم تلق آذانًا صاغية
ونوهت بأن الفترة الماضية شهد العديد من الدعوات الدولية التي تنادي بإرساء السلام في إثيوبيا والبدء في مسار المفاوضات، إلا أن أي من هذه الدعوات لم تلق آذانًا صاغية من أطراف النزاع، موضحة أن الحرب ربما لا تكون لها نهاية قريبة.
وقالت: "يفترض كل جانب أنه يستطيع أن يضغط على الزناد بكل بساطة، وبدا أن كل جانب يفترض أنه قد يفوز، ولكن عندما تنتهي المعركة، قد يكون من الصعب إعادة وضع إثيوبيا إلى وضعها قبل الحرب مرة أخرى".
واختتمت الصحيفة بالقول: "الحرب مأساة ليس فقط لإثيوبيا ولكن لقارة بدت لها أديس أبابا نموذجًا ناجحا للنمو يمكن تصديقه. هؤلاء الذين يبحثون عن قصة نجاح أفريقية يجب أن يبحثوا في مكان آخر غير إثيوبيا".